لا أظن إنسانا عاقلا واحدا، مهما كانت ديانته.. أو مكان إقامته من هذا الكون، يتعاطف مع الجرائم اليومية البشعة التي يمارسها تنظيم داعش ضد الإنسانية.. بتباهٍ غير مسبوق في طول التاريخ وعرضه.. ذلك أن قطع الأعناق.. وإشاعة الرعب في كل مكان.. وإظهار القسوة والعنف والشراسة.. واعتبارها سلوكا إسلاميا طبيعيا.. أمر لا أتخيل أن على وجه الأرض من يقبله أو يجيزه.. فضلا عن أن يكون هذا الإنسان مسلما حقا.. وعاقلا في نفس الوقت.. وإذا وجد من يقبل هذا السلوك.. وإذا وجد من يتعاطف معه.. وإذا وجد من يشيد به على وجه الأرض.. فإن ذلك الإنسان أحد ثلاثة: فهو إما أن يكون مجنونا فقد عقله.. وإما أن يكون «ملوث التفكير» وحاقدا على الإنسانية.. وحقده هذا قد أعمى بصيرته.. وقتل فيه الطبيعة الإنسانية التي لا تقبل هذا النوع من السلوك اللا آدمي.. وإما أن يكون جاهلا بحقيقة الإسلام.. وقيم الإسلام.. وخصائص الإسلام التي طبقها رسول البشرية محمد بن عبدالله.. في التعامل مع أعدائه قبل مناصريه.. وكرس بها مبادئ العدالة.. والإنسانية.. والتعايش مع الآخر.. وزرع الحب والألفة في قلوب الناس.. هذه الحقائق لا يجهلها إلا إنسان أعمى الله بصيرته.. أو أفقده رشده.. ومثل هؤلاء لا يجب أن يكونوا بيننا وهم يحملون فكرا أبعد ما يكون عن عقيدة السماء الخالدة وتعاليمها الرشيدة.. لأنهم فوق أنهم يحملون في أعماقهم بذور الإرهاب بحكم حملهم لأفكار داعش والقاعدة والنصرة السوداء، فإنهم يوفرون أرضية رخوة لاستدراج العشرات من الشباب صغار السن ويستمرون في الدفع بهم إلى «الهلاك» بالارتماء في أحضان تلك التنظيمات «الحاقدة» على الإنسانية. ومع أن المسؤولية عظيمة.. ومتشعبة.. ومعقدة للغاية.. إلا أن ذلك لا يمنع من أن نعمل على تطهير مجتمعنا من الداخل بتضامن الجميع، في نفس الوقت الذي نضرب فيه داعش والقاعدة والنصرة في أوكارها المظلمة لنقضي عليها بإذنه تعالى.. لأن الله سبحانه وتعالى لا يرضى بالإساءة إلى الدين الخالد.. ورسالته السماوية السمحة في الأرض.. وهي رسالة عظيمة ليس فيها دماء.. وعنف.. وقطع رقاب وإثارة أحقاد بين عباد الله.. وتحويل الحياة الدنيا إلى جحيم.. *** ضمير مستتر: المصائب الكبيرة تحتاج إلى تضافر جهود الأمة، وإلى بصيرة الشعوب الثاقبة ويقظتها الكاملة لتأمين سلامة الأوطان.