كشفت العملية التي نفذتها الجهات المختصة في محافظة القطيف والتي أسفرت عن القبض على المطلوب الأمني باسم علي القديحي عن توجه خطير لفئة المطلوبين الأمنيين في القطيف والمتمثل في تدريب صغار السن وتحريضهم على قتال رجال الأمن واستهداف الآمنين من المواطنين والمقيمين. وعلمت (عكاظ) أن الجهات الأمنية تابعت المطلوب الأمني ومن معه منذ عدة أيام وبعد التأكد من تواجدهم في أحد المواقع السرية في بلدة العوامية، تمت مباغتتهم بهجوم سريع، إلا أن القديحي ومن معه عمدوا إلى إطلاق النار مباشرة تجاه رجال الأمن وحاولوا مغادرة الموقع، إلا أن الحصار الذي كانت تضربه الجهات الأمنية لم يمكنه ومن معه من الفرار ومحاولة الاختفاء في مواقع قريبة، تتمثل في المزارع أو منازل لمواطنين، حيث إن تعامل رجال الأمن السريع والقوي في العملية أحبط ما كانوا يريدون القيام به وتم القبض عليهم. إلى ذلك عبر عدد من المسؤولين والأهالي بالمنطقة الشرقية عن رفضهم لكل الأعمال الإرهابية في المنطقة والمملكة، مؤكدين أن العمليات التي تستهدف رجال الأمن والمواطنين والمقيمين في المنطقة مرفوضة. قال رئيس بلدية النعيرية سعيد أحمد شويل بأن المملكة محمية من بعد الله سبحانه وتعالى بقيادة وهبت نفسها لخدمة الدين والوطن ورجال أمن ومواطنين قادرين على حمايتها وحفظ مكتسباتها، وسيكونون يداً واحدة ضد الإرهاب والمجرمين ممن دأبوا على الفتن الذين لن يجدون لهم مكاناً في هذا المجتمع المتماسك والمتمسك بدينه وطاعة ولاة أمره. وقال وكيل محافظ الخفجي زيد عبدالعزيز العتيبي إن الجميع سيقف مع رجال الأمن ضد المخربين الذين يحاولون زرع الفتن، مضيفاً «ما يقوم به رجال الأمن في هذا الوطن هو مضرب المثل في العالم ومصدر اطمئنان للمواطنين والمقيمين وهم فخر لهذا الوطن». ويرى رئيس بلدية مليجة محارب منصور المطيري أن رجال الأمن قادرون على توقيف المجرمين في العوامية وقد أثبتت الأحداث الماضية ذلك سواء مع القديحي أو الذين من قبله ممن حاولوا التغرير بصغار السن. وأردف «كل أولئك أحبطت مؤامراتهم من قبل رجال الأمن الذين اثبتوا أنهم بفضل الله وحوله وقوته صمام أمان ومصدر اطمئنان في هذا الوطن ونسأل الله أن يحفظ وطننا وولاة أمرنا وشعب المملكة من كل مكروه وأن يوفق رجال الأمن ويعينهم ويسدد خطاهم». وبين مدير أحوال النعيرية مبارك بن فيحان الدوسري أنهم دائماً يعتزون بانتمائهم لدين الإسلام العظيم دين الحق والتسامح والخير ويفخرون برجال الأمن الأوفياء الذين دائماً يقفون لكل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار في هذا الوطن، منوهاً إلى أن هناك فئات ممن حاولوا ويحاولون التغرير بالشباب ومحاولة التأثير عليهم للخروج عن طاعة ولي الأمر وهذه من أفعال المجرمين الذين يجب إيقافهم عند حدهم أيا كانوا. من جهتهم، قال المواطنون ناصر عبد الله وسعيد منصور وعبد الجليل محمود، إن تنظيف البلاد من الإرهاب والإجرام أمر بالغ الأهمية، مشيرين إلى أن رجال الأمن يمتلكون القدرة على ملاحقة والقبض على كافة المتورطين في الأعمال الإجرامية على اختلافها، مؤكدين أن الجميع يقف خلف الدولة في ملاحقتها لجميع أشكال الإجرام والإرهاب. ونوهوا إلى أن استهداف رجال الأمن عمل مرفوض وغير مقبول على الإطلاق، لا سيما وأن قوى الأمن تمثل الدرع الواقي في الحفاظ على أملاك وأرواح المواطنين، وبالتالي فإن تعريضهم للخطر يمثل تهديدا مباشرا للمواطنين على اختلافهم، معتبرين أن القبض على القديحي رسالة قوية للجميع بأن الأمن خط أحمر وغير مسموح العبث به، وبالتالي فإن الملاحقة الدائمة لهذه العناصر الإجرامية تمثل السبيل الأمثل للقضاء على هذه الظواهر الإجرامية التي تروع المواطنين. وفي هذا السياق أوضح منصور السلمان أن الأعمال الإرهابية مرفوضة من قبل أهالي المنطقة، مؤكدا أن رجال الأمن وأمن الوطن خط أحمر، ويجب على الجميع العمل لمصلحة الوطن والبعد عن كل ما يثير الفتنة. ومن جانبه قال عمدة جزيرة تاروت في محافظة القطيف عبدالحليم حسن آل كيدار: إن الأعمال الإرهابية مرفوضة ومن يقوم بها هو شخص مرفوض من الجميع وعلينا جميعا حماية الوطن. ودعا آل كيدار المطلوبين الأمنيين إلى سرعة تسليم أنفسهم للجهات الأمنية والاستفادة من ذلك وعدم استهداف رجال الأمن أو المواطنين، مؤكدا حب وولاء أهالي القطيف للقيادة والوطن. من ناحية أخرى، تجولت «عكاظ» في العوامية والقطيف لقراءة مكنون اللبنة والرواسخ التي صقلتها الأيام وأرست من خلالها دعائم حب الوطن عند ساكني هذا الجزء الغالي من وطن المحبة والسؤددن رصدنا خلالها مشهد فرح التقطتها كاميرا الزميل سامي الغامدي من ثغر طفلة تلهو وتمرح في واحة يملؤها الهدوء والسكينة ورغد العيش رغما عن تلك التجاوزات العبثية التي افتعلها جهلة غير مدركين لما آلات إليه الأمور، وأشهروا السلاح في أوجه رجال الأمن البواسل غير آبهين بمعنى الاستقرار ومقاصده. احتضنتنا ونحن نشرع السير في طرقاتها مشاريع عملاقة تنفذها الدولة (حفظها الله) لهذه المدينة وساكنيها، وحركة دؤوبة في التطوير لا تعرف الركون للراحة، رصدنا خلالها تباشير السعادة حيث الواقع يخبر بحياة هانئة. ولقد كشفت جولتنا منابع الحركة المجتمعية في مدن القطيف التي تؤكد بأن الوحدة الوطنية هي الخيار الوحيد الذي راهنوا عليه في وقت تعالت فيه صوارف الأيام، قائلين هي تلك الكلمة التي تعني في مقاصدها الانتماء لأرض الطهارة والخير. لقد كشفت جولتنا الوحدة التي قرأنا ملامحها صدقا بلا موارية متجسدة في أوجه رصدتها كاميرا «عكاظ» أثناء تجولها على كورنيش القطيف ومدينة العوامية وغيرها حيث تنقلكم عبر الصورة والكلمة لتعبر عن واقع الأمن الذي يتفيأ بضلاله أهالي القطيف عامة، فهذا أحياء المشتل والشهبا والجميمة تخبركم عن صدق ومكمن رغد العيش والسكينة في ضل قيادة اتخذت من شرع الله منهجا والعدالة مسلكا. وفي هذا السياق، قال محمد الجيراني: إن أعظم مراهنة يجب أن تكون هي تلك التي تحفظ الوطن وتحميه وتصد عنه كل قوى ظلامية تريد أن تعبث بفكر ومنهجية هذا المجتمع القائم على المحبة والإخلاص. من جهته، قال الدكتور محمد المسعود: «نحن دوما نؤكد على الوحدة الوطنية الجامعة». من جانبه، طالب وجيه الأوجامي رئيس محكمة المواريث بضرورة توجيه الشباب نحو حب الوطن والابتعاد عن مثيري الفتنة.