بدأت الأزمة السياسية التي تعصف باليمن أمس تتجه نحو الانفراج، مع الإعلان عن موافقة الحوثي على إيقاف المعارك وتفويض ممثلين عنه للتوقيع على اتفاق للتسوية مع السلطة اليمنية. وقد سبق هذه التطورات التي لم تتضح معالمها النهائية بعد هجوم عنيف شنّه الرئيس عبد ربه منصور هادي، على الحوثيين واتهمهم بمحاولة الانقلاب وإسقاط الدولة، وأبلغ سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، أثناء لقائهم أمس في صنعاء ، أن هناك محاولات تصعيدية وانقلابية تقوم بها تلك القوى لإسقاط الدولة، من خلال التصعيد الميداني لجماعة الحوثي بتفجير الوضع في أمانة العاصمة وضواحيها التي كان آخرها محاولة اقتحام مبنى التلفزيون واستهداف عدد من المنشآت والنقاط الأمنية . وقالت مصادر مطلعة ل«عكاظ» إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أبلغ المبعوث الأممي جمال بن عمر خلال لقائهما في صنعاء أمس ، أنه ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لتسوية الأزمة في غضون 12 ساعة، فإن الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التصعيد الحوثي. وقد تجددت أصوات الانفجارات في أحياء شملان ومذبح بعد هدنة 3 ساعات. وأفادت مصادر عسكرية أن الحوثي عمد إلى استفزاز القوات العسكرية في شارع الثلاثين في حي شملان، وأنه يسعى إلى إفشال المساعي الدولية من خلال إثارة الفوضى ميدانياً. فيما أعلن أحد مفاوضي الوفد الحوثي المشارك في المحادثات التي يقودها المبعوث الأممي جمال بن عمر، في صعدة، أنّ زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي فوض اثنين من معاونيه، لتوقيع الاتفاق في صنعاء، خلال ساعات أو اليوم السبت.لكن ممثل الاممالمتحدة بدا أمس حذرا حيال التوصل الى اتفاق وشيك لوقف النار. وقال للصحافيين على متن الطائرة التي اقلته من صعدة، بعد 3 أيام من المفاوضات مع زعيم التمرد عبد الملك الحوثي «حاولت تضييق الفجوة بين الطرفين واتفقنا على عدد من النقاط التي يمكن استخدامها كأساس للاتفاق». وعبر عن اسفه للمعارك في صنعاء داعيا الى وقف فوري للمواجهات معبرا عن الامل في ان تتصرف جميع اطراف النزاع بمسؤولية من اجل صالح اليمن. كما ابدى احد المقربين من الحوثي حذرا مماثلا، إلا أنه أكد حل 98% من المشاكل، بيد أنه رفض تأكيد التوصل الى اتفاق. وأفادت المعلومات الواردة من صنعاء أن الحوثيين وافقوا على وقف المعارك مع مقاتلي حزب الاصلاح ، حسبما اعلن مفاوضون يشاركون في الوساطة. واوقعت المعارك حسب معلومات ميدانية نحو 150 قتيلا من الجانبين ، واضطر التلفزيون الرسمي الى قطع برامجه مؤقتا بسبب استهدافه بقصف مدفعي. وقد خفت حدة المواجهات بعد الاعلان عن الاتفاق لكن اطلاق نار عشوائي ظل مسموعا . وأحدث الهجوم، الذي استهدف مبنى التلفزيون اليمني الحكومي، ردود فعل غاضبة، دفعت بوزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، إلى زيارة مبنى القناة، حيث أعلن من هناك أن «المؤسسة العسكريّة والأمنيّة ستتصدّى، بحزم، لكل من يحاول العبث بأمن واستقرار المواطن، ويسعى إلى الإضرار بمنشآت ومصالح الوطن والدولة». وانقطعت خدمات الإنترنت والهاتف المحمول في العاصمة امس، على الرغم من أن الهواتف الأرضيّة لا تزال تعمل. وفرّ مئات السكان من العاصمة ومشارفها، حيث يدور القتال واتجهوا نحو الجنوب، وكانت محطات البنزين في صنعاء مكتظة وتزاحم السائقون لتزويد سياراتهم بالوقود. ولقي الوكيل المساعد لوزارة الكهرباء والطاقة المهندس عبد الرحمن سيف عقلان، مصرعه وأصيب نجله إثر استهدافهما من قبل عناصر مسلحة في شارع ال30 في شمال صنعاء.