تكدس المراجعين والزحام على أبواب الطوارئ يعد حسب وصف البعض إحدى مآسي قطاع الصحة، إذ يشكو معظم المرضى بمختلف شرائحهم من هذه الأزمة على الرغم من الميزانيات الكبيرة المرصودة للوزارة ومع ذلك فإن الخدمات لاتزال متواضعة والمعاناة ممتدة.. تبدأ من شح الأسرة مرورا بقلة الطواقم الطبية وانتهاء بتواضع الإمكانات العلاجية.. والحال يبدو أكثر وضوحا في منطقة القصيم التي تشكو من قلة عدد المستشفيات والمراكز الإسعافية على الرغم من الوعود البراقة من وزارة الصحة بإنهاء معاناة المراجعين لكن الحال بقي على ما هو عليه. مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي والناطق الإعلامي في صحة القصيم محمد صالح الدباسي يعتبر أقسام الطوارئ خط الدفاع الأول للخدمات الصحية، إذ تهتم القطاعات الصحية بتزويد هذه الأقسام بكافة التجهيزات والقوى العاملة التي تضمن تقديم أفضل الخدمات بجودة عالية. ويحمل الدباسي المريض البعض من مسؤولية الزحام في أقسام الطوارئ للمراجعة في حالات يمكن أن تتولاها مراكز الرعاية الصحية. أما بشأن نقص القوى العاملة فيقول المتحدث الإعلامي في صحة القصيم: إن ذلك أمرا واردا في مختلف تخصصات الطوارئ. في المقابل، اعتبر عبدالعزيز الشاوي الخدمات المقدمة في أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية أقل من عادية إذ تعاني من قلة الأسرة والطواقم الطبية والزحام بشكل متكرر وتتفاقم الكثافة في المواسم مع تغير الطقس ومواسم الغبار والبرد والمشكلة كما يرى الشاوي تكمن في إدارة المستشفيات وقلة عدد الأطباء والممرضين مقارنة مع أعداد المرضى والمراجعين المتزايد. يقول الشاوي: سبق أن راجعت طوارئ مستشفى الملك فهد التخصصي في بريده إثر نزلة معوية وفوجئت بالزحام، وجلست قرابة الساعة في انتظار دوري حتى تعبت من الانتظار واضطررت الدخول إلى الطبيب الذي اعتذر عن استقباله بحجة الزحام، ولم أجد بدا غير مراجعة مستشفى خاص على نفقته. أما اسماء إبراهيم فاستغربت الزحام في أقسام الطوارئ وساعات الانتظار الطويلة، متهمة العاملين في هذه الأقسام بالتعامل بالواسطة، وتروي أنها راجعت بطفلها مستشفى الولادة والأطفال في بريدة، وبعد طول انتظار دخلت إلى الطبيب الآسيوي فشخص حالته بصورة خاطئة وتقول إنها لم تكن مقتنعة أصلا بما يقول، فخرجت إلى مستوصف خاص فاندهش الطبيب بالتشخيص والعلاج المصروف للطفل. عبدالله السهلي قال: إن هناك مشكلة كبرى تعاني منها وزارة الصحة تتمثل في قلة عدد المستشفيات مع تزايد أعداد المواطنين والمراجعين، ويروي السهلي كيف أنه ذات مرة أصيب بأزمة ربو وراجع الطوارئ فوجئ بأن جهاز البخار متعطل، فاكتفى الطبيب بصرف أدوية له مع تقديم نصح له بمراجعة أي مستوصف خاص.