أكد عدد من المحللين السعوديين، أن بيان الديوان الملكي يعكس حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على حماية مكتسبات الوطن وأراضيه، وتحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين وتجنيبهم مخاطر ما يحدث في المنطقة. وقالوا ل«عكاظ»: إن الأوضاع المتدهورة في المنطقة تستدعي مثل هذه الإجراءات لمواجهة مخططات جماعات العنف والإرهاب ومن يقف وراءها. وأشار المحلل الاستراتيجي، فضل البوعينين، إلى أن ما يحدث من انفلات أمني في المنطقة، وبخاصة في العراق؛ يستدعي اتخاذ تدابير أمنية خاصة متوافقة مع هذه التداعيات الخطيرة، لتحقيق الأمن الوطني. وحذر من أن انتشار الجماعات الإرهابية في العراق وفي الدول المجاورة يتطلب اتخاذ إجراءات مشددة لمواجهتها. وتابع قائلا «من هنا لا بد لجميع أفراد الشعب السعودي الاصطفاف وراء القوات الأمنية للرد على كل من تسول له نفسه زعزعة استقرار أمن المملكة والحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطنين. ويرى البوعينين أن المنطقة تواجه مخططات مختلفة تدار من الخارج من خلال منظمات إرهابية تسعى لإحداث الفوضى وتحقيق أهداف محددة. وأكد البوعينين أن التدابير التي اتخذها مجلس الأمن الوطني والذي انعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين جاءت متوافقة مع الحاجة الملحة؛ نظرا لتدهور الأوضاع في المنطقة وبشكل خاص في العراق، وما يقتضيه أمن الوطن ومصلحته، فالأمن مقدم على ما سواه، ويحتاج دائما إلى اليقظة التامة ووضع التدابير الاستباقية القادرة على ردع أي تهديد مهما كان حجمه. وأشار إلى أن التدابير الأمنية يجب ألا تنفصل بأي حال من الأحوال عن التدابير المجتمعية وهي حرص المواطنين على وطنهم ومقدراتهم، بأن يكونوا خط الدفاع الأول عن الجبهة الداخلية المستهدفة من قوى الشر الخارجية. من جانبه، اعتبر المحلل السياسي إبراهيم ناظر، أن البيان يأتي في وقت مهم جدا، نظرا للأحداث المتصاعدة في المنطقة خاصة على الساحة العراقية بما لها أهمية من الناحية الاستراتيجية، إذ أن معظم هذه المناطق تزخر بالمنابع النفطية وشركات النفط وخطوط الإمداد، ناهيك عن الكثافة السكانية. وشدد على أن أمن المملكة وشعبها خط أحمر لا يكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، ومن ثم لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية هذا الوطن وشعبه من كل المحاولات التي تطول أمنه واستقراره ومكتسباته. وجدد التأكيد على أن المملكة قادرة على حماية حدودها وأمنها واستقرارها ولديها قوة عسكرية سعودية ضاربة، وقواتها الأمنية قادرة على ضرب كل من تسول له نفسه العبث باستقرار وأمن المملكة. بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله القباع: إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بأوضاع المنطقة بشكل عام وما يجري في العراق وسوريا بوجه خاص، يهدف إلى تحقيق استقرار المنطقة والقضاء على المنظمات الإرهابية التي تسعى إلى العبث بالأمن والاستقرار. وأشار إلى أن المنطقة تتعرض إلى أخطار جسيمة سواء من الداخل أو الخارج، وما يحدث في العراق بشكل خاص يمكن إرجاعه إلى الأعمال الإرهابية المدعومة من الخارج سواء من إيران أو من غيرها من داعش والقاعدة. وأوضح القباع أن المملكة تسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، لأنها تدرك أن من شأن ذلك أن يحقق الاستقرار الإقليمي والدولي، خاصة أن العراق وسوريا ومصر يشكلون عمقا استراتيجيا مهما لأمن المنطقة، وأكد أن المملكة لديها القوة العسكرية الضاربة التي تستطيع منع كل من تسول له نفسه المساس بأمن المملكة واستقرارها.