شيعت جموع غفيرة من الأهالي والأعيان والمسوؤلين أمس، الدكتور علي بن عبدالكريم بن ناصر الثويني عضو مجلس الشورى، بعد أن أديت الصلاة عليه عصر أمس، في جامع الملك خالد في أم الحمام بالرياض، ويتقبل ذووه العزاء في منزله الكائن في حي القدس. وأوضح ل«عكاظ» عبدالله ابن الفقيد، أن والده تعرض لأزمة قلبية البارحة الأولى، نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقى العلاج ولكنه فارق الحياة، مقدما الشكر لكل من واساهم في مصابهم الجلل. ومرت مسيرة الفقيد العملية بكثير من المحطات المهمة، أبرزها تعيينه عضوا في مجلس الشورى في الثالث من ربيع الأول 1434ه، ويحمل الفقيد الدكتوراة في الهندسة في حقل تلوث الهواء من جامعة ولاية واشنطن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما يحمل درجة الماجستير في علم الأرصاد من جامعة سانت لويس ولاية ميزوري في الولاياتالمتحدة. وكان الفقيد قد شغل منصب الوكيل المساعد المكلف لشؤون الأرصاد والبيئة بالمنطقة الوسطى بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وكان مشرفا على دراسات الرصد والتقييم البيئي للتلوث الناجم عن حرب الخليج التي تمولها الأممالمتحدة، والتنسيق مع لجنة الأممالمتحدة للتعويضات UN.C.C لمتابعة التعويضات عن الأضرار البيئية الناجمة عن حرب الخليج. كما سبق أن ترأس فريق عمل إعداد خطة التنمية الثامنة (1425-1430ه) في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وعمل الفقيد منسقا وطنيا مع منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق ببرنامج أماكن تقييم تعرض الإنسان للملوثات H.E.A.L، كما عين نقطة اتصال مع برنامج الأممالمتحدة للبيئة فيما يتعلق ببرنامج السجل الدولي للمواد الكيميائية السامة. ويحمل الفقيد عضوية الاتحاد الدولي لإدارة الهواء والمخلفات، وعضوية اتحاد التحكم بتلوث المياه. إلى ذلك، أبدى عدد من أعضاء مجلس الشورى حزنهم الشديد على رحيل الدكتور الثويني، مشيرين إلى أنه كان يتمتع بخلق نبيل وحسن المعشر، والحرص على إنجاز ما هو مطلوب منه بدقة وتفان. وبين عضو المجلس الدكتور محمد آل ناجي بأن الفقيد كان عضوا فاعلا تحت قبة الشورى وكان له مداخلات مميزة على عدد من التقارير التي ناقشها المجلس خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أن الراحل كان عضوا فاعلا داخل اللجنة المتخصصة التي كان بها وهي لجنة الشؤون الصحية والبيئة، حيث كان يناقش كل التقارير التي تصل إلى اللجنة بحماس وفعالية. ودعا آل ناجي للفقيد بأن يتقبله الله وأن يدخله واسع رحمته وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان. ومن جانبه، قال عضو المجلس الدكتور عبدالرحمن العطوي بأن الدكتور علي الثويني كان من الأعضاء الذين تجد المتعة والراحة في الحديث معهم، خصوصا أنه كان حسن المعشر، ويمتلك ثقافة واسعة في مجال تخصصه. وبين العطوي أن الفقيد كان عضوا في لجنة الشؤون الصحية والبيئة وكان عضوا فعالا فيها من خلال مناقشة كافة التقارير التي ترد للجنة بالإضافة لمناقشة بعض الأنظمة القائمة والتي تعنى بدراستها اللجنة، مشيرا إلى أن خبر وفاة الثويني كان مثل الخبر الجلل الذي صدمهم، سائلا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.