أصبح حديث مجالس قرية أبو القعائد والقرى المجاورة لها في محافظة صبيا، لا يخلو من مخاوف السيول المتدفقة في هذه الأيام من وادي شهدان، التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على القرية، خاصة بعدما جرف الوادي الصبات الخرسانية التي وضعت للحماية من أخطار السيول، ولم يتبق سوى السد الترابي الذي يعتبر انهياره في حال حدوثه لا سمح الله كارثة حقيقية. وتخوف الأهالي من اضطرارهم للهجرة من القرى، والنزوح عنها إلى المدن، مما يجعلهم في معاناة الابتعاد عن منازلهم، مستغربين من سوء تنفيذ هذا المشروع الذي تعثر منذ فترة بعد أن بدأ بالاعتماد على عمالة مخالفة للنظام في تنفيذه، مشيرين إلى أن كوارث سابقة للسيول في تلك القرى راح ضحيتها العشرات من الأهالي في الوقت التي اكتفت فيه الجهات الرسمية بالإرشادات دون أي إجراء يذكر لدرء السيول مستقبلا. وأضافوا بأن الكارثة الأخيرة التي سبقها حالات غرق أربعة أطفال سببت ذعرا لكل السكان ولم يكن يتوقع أحد ما حصل، حيث جاء تحرك أهالي تلك القرى من باب الحرص على سلامة الأهالي والممتلكات بالإضافة إلى إخلاء المسؤولية وتحميل الجهات المسؤولة في المحافظة ما يحدث من كوارث لا سمح الله. وطالبوا إمارة المنطقة بتشكيل لجنة من الجهات المسؤولة بالاطلاع السريع على الأخطار المحتملة من السيول على الأهالي نتيجة انجراف الحزام الحالي، بالإضافة إلى عدم وجود حاجز للسيول يحميها من باقي الجهات، لاسيما أن غالبية الأهالي يقطنون في الأودية. ويقول حسين عياش: قرانا تعاني من نقص حاد في الخدمات بحكم أننا نقع على حافة الوادي وأصبحنا معرضين لهجمات السيول التي تجرف كل ما تجده أمامها، وقد فقدنا عددا من أفراد القرية قبل أيام ورغم أننا ناشدنا المسؤولين أكثر من مرة للنظر في معاناتنا التي تتفاقم بهطول الأمطار إلا أننا لم نجد أي تجاوب. من جهته أكد مسؤول في أمانة منطقة جازان - تحتفظ (عكاظ) باسمه - أن مشروع درء السيول في قرية أبوالقعائد يعتبر من المشاريع المتعثرة، إذ توقف المقاول عن تنفيذه، مشيرا إلى أن سبب تغير مسار الوادي تسبب في تدمير الصبات الخرسانية التي لم تنفذ بشكل جيد وذلك بناء على التصميم الهندسي المعتمد له. وأضاف الناطق الإعلامي بأمانة جازان طارق الرفاعي أن الحادثة تحظى باهتمام الأمانة وسوف تتخذ فيها الإجراءات المناسبة. يذكر أن (عكاظ) سبق أن نشرت تقريرا بعنوان «أبوالقعائد تبعد خطر السيول بمخالفي الإقامة»، وذلك بتاريخ 20/04/1434ه، كشفت خلاله أن العمالة المجهولة كانت تعمل في إنشاء السد الخرساني.