دقت مواجهة المنتخب السعودي مع نظيره الاسترالي أول أمس ناقوس الخطر قبل الدخول في معترك دورة الخليج المقبلة ثم بطولة أمم آسيا، إذ كشفت عن خلل واضح على مستوى الانضباط الدفاعي تسبب في إرباك منظومة الفريق كاملة وعطل كثيرا من مفاتيح اللعب التي اضطرت للعودة بين فترة وأخرى للقيام بأدوار إضافية على مستوى النواحي الدفاعية. ورغم انقسام النقاد حول ظهور المنتخب في المواجهة إلا أن هناك شبه إجماع حول سوء الدفاع وارتباكه وغياب الانسجام فيه خاصة بين قلبي الدفاع ماجد المرشدي وأسامة هوساوي، فضلا عن تواضع أداء الاطراف في الخط الخلفي بعد إصرار لوبيز على وضع ياسر الشهراني في منطقة الوسط الايمن رغم تفوق إمكانياته في النواحي اليسرى كما كان في ناديه السابق القادسية. وعاب النقاد على تعاطي لوبيز كارو مع المواجهة بصورة غريبة حيث لم يجر أي تغييرات حقيقية على مستوى التخطيط واكتفى بتغيير الاسماء، إذ احتفظ المدرب الإسباني بنفس الطريقة التي بدأ بها المباراة، فأخرج ناصر الشمراني وحل مكانه مختار فلاتة واستبدل منصور الحربي بعبدالله الزوري ثم غير لاعب المحور سعودي كريري ولعب المحور إبراهيم غالب. غير أن الزج بيحيى الشهري في منطقة الوسط بديلا للفرج كان أهم الخيارات التي أحدثت تغييرا طفيفا في طريقة اللعب لكن مهارات الشهري لعبت دورا كبيرا في إحداث التغيير على مستوى النزعة الهجومية. الناقد خلف ملفي كتب عن المواجهة والمدرب قائلا: الاخطاء تحدث والأهم تداركها ولا بد أن نعترف بالفوارق وواقعنا، ومضى يقول الفوارق كبيرة والاهم الاستفادة مما حدث، من الجميل ان نلاعب منتخبات محترفة وأقوى منا حتى نتطور والنتيجة مقبولة. وعلق على الاداء بالقول: قدم منتخبنا مباراة جيدة جدا أمام أستراليا بالحماس والحيوية ولم ينهر بعد الهدفين والاهم الاستفادة، وانتقد أداء المدرب في الزج ببعض العناصر في غير مراكزها وبينها الشمراني. وكتب عبدالكريم الزامل أن كارلو لوبيز مدرب مرحلة وانتهت بشهادة أكثر الخبراء، وقال إن الاصرار عليه واستمراره على رأس القيادة الفنية يعني مزيدا من الخسائر التي لم تعد الكرة السعودية تحتملها أو تحتمل أي فشل. لاعبو المنتخب الذين شاركوا في المواجهة تباينت تبريراتهم للخسارة لكنهم متفقون على أنها تجربة جيدة. يقول مدافع المنتخب السعودي أسامة هوساوي مشيرا إلى الفوارق الجسمانية بين المنتخبين السعودي والاسترالي، لديهم 7 لاعبين يتميزون بالتكوين الجسماني الجيد، مقابل ثلاثة لاعبين فقط في المنتخب السعودي، ولقد منحهم ذلك التفوق أفضلية التسجيل من الكرات الثابتة. وأكد أسامة هوساوي أنهم حاولوا تعديل النتيجة أمام منتخب أستراليا. مضيفا: واجهنا هجوما مباغتا من المنتخب الأسترالي في بداية المباراة، فافتقدنا التركيز خلال الدقائق العشر الأولى من الشوط الأول، لكننا استطعنا العودة والتركيز في الشوط الثاني والوصول لمرمى المنافس. وطالب هوساوي زملاءه اللاعبين بالتركيز في المباريات القادمة، قائلا: نحتاج لمثل تلك المباريات القوية التي نستفيد منها كلاعبين. وتطرق قائد الخط الخلفي للمنتخب السعودي إلى التغييرات التي ينتهجها المدرب الإسباني بالقائمة الرئيسية، قائلا: لقد غير لوبيز في مباراة اليوم من تكتيكه الذي انتهجه في المباريات الماضية. وفي مباراة اليوم لعب بمحور واحد. أما في ما يخص مراكز اللاعبين، فمن المعروف أن ياسر الشهراني مع لوبيز يلعب بهذا المركز، موضحا أن الكرة الآن تعتمد على الشمولية وتغير المراكز على حسب احتياجات المدرب في المباراة. فيما برر حسن معاذ الخسارة باستقبالهم هدفين مبكرين، وقال خضنا مباراة صعبة وقوية جرت تحت مستوى سريع وأمام منتخب قوي نافس بضراوة في بطولة كأس العالم الأخيرة في البرازيل. وأضاف حسن معاذ: فوجئنا بالهدفين السريعين لمنتخب استراليا. ولقد كانت المباراة مهمة بالرغم من خسارة نتيجتها، لأنها تختلف عن الرتم الذي تعودنا عليه كلاعبين في الدوري. وأكد حسن معاذ أن المنتخب السعودي لم يكن سيئا خلال اللقاء، وقال لم نكن سيئين في المباراة برغم سيطرة المنتخب الأسترالي على أغلب مجريات اللقاء، لكن بين شوطي المباراة راجعنا حسابات منتخبنا مع المدرب، وحاولنا وسجلنا هدفين وجاهدنا لإدراك التعديل لكن لم نوفق. وفند مدافع المنتخب السعودي الأخطاء الدفاعية، قائلا: الخطأ في الهدف الأول كان في سوء التغطية أثناء هجمة الهدف. وكان من المفترض ارتكاب خطأ لتعطيل الهجمة وإبطال مفعولها، أما الهدف الثاني فجاء عن كرة ثابتة، ونحن نتعلم من جميع الأخطاء لنكون أفضل في البطولة الخليجية المقبلة. ويخوض الاخضر مواجهة قوية في استاد مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدينة جدة في اكتوبر المقبل.