شيعت جموع غفيرة من أهالي قرية الركوبة في محافظة صامطة عصر أمس، جثمان الفتاة الجامعية نورة هادي مدخلي التي لم تتجاوز 18 عاما من العمر، إلى مقبرة الركوبة بعد أديت الصلاة عليها في جامع القرية. وكانت الفتاة فارقت الحياة الثلاثاء الماضي السابع من ذي القعدة الجاري منتحرة، وخيم الحزن على أهالي القرية منذ سماعهم خبر وفاة الفتاة التي عرف عنها الأخلاق الفاضلة والالتزام الديني والسعي في فعل الخير، إذ استيقظ الأهالي فجر الثلاثاء الماضي على نبأ وفاة نورة بشنق نفسها بسلك كهربائي ربط بسقف إحدى دورات المياه بمنزل عائلتها بعد أن لفته حول عنقها ولم يتمكن أفراد الأسرة من إنقاذها. وأوضح علي مدخلي الشقيق الأكبر ل «نورة» أن الأخيرة طلبت منه السفر لزيارة والدتها التي تعيش في الجمهورية اليمنية بعد وفاة والدهم (يرحمه الله)، ووعدها بأنه سيستكمل الإجراءات اللازمة لاستخراج جواز سفر لها، وسيرافقها لزيارة والدتها في نهاية الأسبوع خوفا عليها من الأوضاع الأمنية المتدهورة في اليمن، إلا أنها لم تقتنع بذلك. وبين أنه في ليلة الثلاثاء الماضي، كانت نورة برفقة بنات أخيها يتجاذبن أطراف الحديث إلى قبيل صلاة الفجر، ثم ذهبت لتستعد وتجهز أختها الصغرى (أضواء) وبنات أختها لمرافقتهن في الصباح لروضة الأطفال، ملمحا إلى أن أختها الصغرى انتظرت (نورة) طويلا أمام دورة المياه، وحين تأخرت في الخروج طرقت عليها الباب طويلا ولا مجيب، فدفعت الباب بقوة، ففوجئت بأختها الكبرى معلقة بسلك التف حول عنقها دون حراك، فاستنجدت بأخوتها الذين سارعوا إلى موقع الحادثة وحاولوا إنزالها وتوصيلها للمستشفى بأسرع وقت، إلا أنها أسلمت روحها لبارئها. بدوره، أفاد أحمد الأخ الآخر لنورة، والمتكفل بتربيتها وأخوانها والنفقة عليهم بعد وفاة والدهم، أن خبر وفاة نورة وقع عليه كالصاعقة، مؤكدا أن حالته النفسية تتدهور يوما بعد آخر، وتزداد سوءا على فراق أخته الغالية. وذكر أن ما يحز في النفس ويضاعف مصيبتهم هو استغلال بعض من ضعاف النفوس مأساتهم لبث سمومهم ونشر الإشاعات والتأويلات الباطلة، واتهامهم بممارسة العنف الأسري في التعامل مع الفقيدة (رحمها الله)، مؤكدا أنهم يتعاملون مع أخوانهم وأخواتهم بما يرضي الله ويحسنون التعامل معهم. واستغرب ما روجه البعض من أن نورة حاولت الانتحار أكثر من مرة، موضحا أن ذلك افتراء، وبدل من أن يقفوا معهم يتهمونهم بما ليس فيهم. إلى ذلك، أفاد يحيى جابر مهجري أحد أقارب عائلة نورة، أن أسرة الفقيدة معروف عنها الطيبة والصدق والأخلاق الفاضلة والالتزام الديني، مؤكدا أنهم لم يسمعوا عنهم إلا كل ما هو نبيل وحميد، ملمحا إلى أنه عرف عن الفتاة النزاهة والصدق والأخلاق الفاضلة. بينما عبرت (ف.ز) معلمة نورة، عن حزنها العميق لرحيل طالبتها النجيبة، مؤكدة أنه عرف عنها الأخلاق الفاضلة والجد والاجتهاد والطيبة والسيرة الحميدة، ما أكسبها حب جميع زميلاتها.