استقبلت أسرة السواط البارحة، العزاء في وفاة الفريق ركن زميم السواط قائد حرس الحدود في المملكة والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى الثلاثاء الماضي، وقد أديت الصلاة على جثمانه في المسجد النبوي الشريف، وووري الثرى بمقبرة البقيع في المدينةالمنورة. وتوافد عدد كبير من الأهل والأصدقاء من أنحاء المملكة إلى منزل أسرة الفقيد الكائن في جنوب محافظة الطائف مركز السر، لتقديم واجب العزاء، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان. وأعربوا عن عميق حزنهم للمصاب الجلل، معددين كثيرا من مناقب وصفات الفقيد الحميدة، لما عرف عنه من حب الخير وطيبة القلب، ودماثة الخلق والالتزام الديني، مؤكدين إيمانهم بقضاء الله وقدره. وأوضح ل «عكاظ» محمد السواط، أن خبر وفاة شقيقه كان مؤلماً، مبينا أن الفقيد له ذكريات في المنزل منذ الطفولة جعلته يعيد الشريط في المواقف، حيث كان عنوانها هو الحب والتآخي في الأسرة. ومن جهته، اعتبر مدير السجون بمنطقة مكةالمكرمة اللواء مسفر السواط «ابن أخ الفقيد»، الفريق زميم «رحمه الله» الموجه الأول والمعين له في حياته بعد الله، وقال : «لا تزال أعماله الخيرة مع أبناء عمومته خاصة وفي عمله خير دليل على حسن أخلاقه وصفاته الحميدة، التي جعلته محبوباً من الجميع، لما يمتلكه من صفات شخصية تحتم على من يتعامل معه احترامه وتقديره، مستشهدا بآخر موقف له مع الراحل عندما حضر زواج ابنه في اليوم السابع من شهر شوال، وقدم دعما سخيا له، راجيا من الله أن يسكنه فسيح جناته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة. وبدوره، قال مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار عبدالله السواط «ابن اخ الفقيد»: إن آخر اتصال به كان قبل مضي أسبوعين، من أجل ان اعزيه في مرضعته، حيث يعتبرها والدته الثانية، معتبراً أفعاله في الخير دائماً ما كانت تثبت لأبناء عمومته صدق تعامله. من جهته، ذكر فواز السواط عمدة حي السر ابن أخ الفقيد، أن الفقيد كان دائماً يتلمس احتياجات المركز ، وكان يحث الجميع على التعامل مع الناس بالعدل وإعطاء الحقوق ، لأن الخير بذوره ستثمر يوماً ما وستنعكس على المجتمع بشكل إيجابي ، كما كان يهتم بمساعدة الشباب في الزواج بما تجود به نفسه ، ويسعى لأن يكون واجهة خير لأبناء عمومته وسباقا في كل أمر يرضي الله ، عطفاً على اهتمامه بعمله الذي دائماً ما يكون ملاحظا عليه عندما يكون متواجداً بينهم، حيث كانت راحته وارتياحه عندما يرى سير العمل يكون وفق تطلعات ولاة الأمر. إلى ذلك، قال ل «عكاظ» الدكتور وحيد عادل إبراهيم : «فقدت بوفاته أبا حنونا قريبا من البسطاء، كان بمثابة والد لي بعد وفاة والدي قبل 14 عاما، قام بتربيتي مع شقيقي وشقيقتي»، مبينا أن هذه الرعاية نشأت عندما قدم الفقيد إلى السودان لاستقطاب مدربي سباحة، حتى وقع الاختيار على والده ومنذ ذلك الوقت توثقت الصداقة حتى اصبحت ارتباطا بين العائلتين. وأضاف: «ما زالت أتذكر موقفا إنسانيا للفقيد - رحمه الله - حين كنت أدرس بالجامعة في السودان وتلقيت انذارا بالفصل بسبب تكاليف الدراسة، وعندما علم قام بتسديدها»، مبينا أنه عندما توفي والده أسدى إليه الراحل نصيحة قائلا: «والدكم حملني الأمانة وانتم في رقبتي ولو بيننا الخبزة نقتسمها». وأفاد بأن شهادة الدكتوراه في تخصص القلب والاوعية الدموية التي حصل عليها كانت بتوجيه منه اثناء استشارته، عطفا على موقفه الابوي في الاشراف على خطوبته وزواجه ومساعدته في التكاليف، سائلا الله جلت قدرته ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.