توقع خبير اقتصاديات الطاقة وأستاذ الطاقة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور محمد السهلاوي أن يكون للانخفاض الحالي لأسعار البترول إلى ما دون 100 دولار للبرميل لأول مرة من 14 شهرا، تأثيرات محدودة على مدخولات الدول المنتجة للنفط ومن بينها المملكة. وقال ل «عكاظ» «إن الدول المنتجة للبترول، وأعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) تعتمد سياساتها المالية على النفط، ولكن الانخفاض الحالي لأسعار النفط محدود، وعليه فليس من المتوقع أن يترك هذا الانخفاض تأثيرا كبيرا على اقتصاديات تلك الدول في الوقت الراهن»، داعيا إلى مزيد من التنوع الاقتصادي واستغلال الموارد الأخرى للدولة. وأوضح أن سياسة المملكة في السنوات الأخيرة تتجه إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، وتقليل الاعتماد على القطاع النفطي كمورد وحيد للدخل. وأرجع الدكتور السهلاوي انخفاض أسعار النفط إلى ما دون المئة دولار للبرميل إلى عدة عوامل، في مقدمتها الأوضاع السياسية غير المستقرة في المنطقة، وظروف سياسية تحد من الطلب كالأزمة الأوكرانية التي ألقت بظلالها على أسواق النفط، وظروف اقتصادية تعود إلى انخفاض معدلات النمو التي تشهدها اقتصاديات الدول الكبرى عن معدلات النمو المتوقعة، باعتبار أن تلك الدول، كالولايات المتحدة والصين من أكثر الدول استهلاكا للنفط، حيث تراوحت معدلات النمو في الاقتصاد الصيني بين 5 إلى7 في المئة، وبلغت نسبة النمو في الاقتصاد الأمريكي2 في المئة، في حين كان من المتوقع أن تحقق اقتصاديات تلك الدول معدلات نمو أكبر. وأوضح أن أسعار البترول انعكاس لحالة الطلب والعرض في السوق التي مرت هذا العام بمتغيرات كثيرة، منها زيادة الإنتاج لدول خارج منظمة أوبك كالصين، المكسيك، والولايات المتحدة التي تشهد زيادة في معدلات إنتاج البترول التقليدي والصخري على حد سواء. فالسوق يشهد حاليا انخفاضا في الطلب وزيادة في العرض، وهذه أبرز الأسباب التي أدت إلى انخفاض الأسعار. وعن القراءة المستقبلية لأوضاع السوق يقول السهلاوي: في ظل الظروف الحالية وعدم وجود انفراج في المشكلات الإقليمية والأزمة الأوكرانية، فإن الاقتصاد العالمي لن ينمو بالشكل المطلوب، وبالتالي فإن أسعار البترول تتجه إلى الانخفاض، ولن نتوقع أي زيادة في الأسعار إلا إذا قلت كمية الإنتاج المعروضة لأي ظروف كانت. أما المتوقع فهو أن تظل أسعار البترول دون المئة دولار وألا تنخفض عن التسعين دولار للبرميل .