شعاره «عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ... وصوت إنسان فكدت أطير» ، وزاده الماء والتمر وسلاحه العصا والحجارة وأنيسه وساعده الوحيد كلبه الوفي، هكذا هي حياة محمد عمر عبدالله من السودان الشقيق راعيا لقطيع من الأغنام منذ عام ونصف في منطقة أبو العجاج بمحافظة الوجه ولديه منها ما يربو على المائتي رأس. يبدأ عمله اليومي بعد شروق الشمس وتكون بدايته بإرضاع البهم الصغيرة وسقي الكبيرة منها وتنطلق رحلة الرعي منذ الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة السادسة قرب غروب الشمس، وبعد العودة يضع القطيع بالشبك ويتفقده والتأكد من اكتمال عدده وتزويده بالماء الكافي لإروائه، ثم يتفرغ لقضاء حاجاته من طعام وشراب، ويخلد للنوم باكرا استعدادا للاستيقاظ باكرا.. وكشف محمد أنه يستخدم نغمات مختلفة لجمع الأغنام وصرفهن، وتغيير مسارهن بمساعدة من أنيسه الوحيد ورفيق الطريق كلبه، لافتا إلى أنه يعتمد على كلبه في جلب الأغنام من أعالي الجبال وحمايتها من زوار الليل من الذئاب والضباع إذ يبيت بجانبهم طوال الليل، وعن إطعامه للأغنام يقول : في أوقات الجدب نعتمد على التبن والبرسيم والجاف من الخبز وفي الربيع ينعمن بالأخضر من العشب حتى الإشباع، وعن نوم الأغنام يقول ينمن فور دخولهن للشبك ويستيقظن حال قدومي إليهن في صباح اليوم التالي، وعن غرائب ما واجهه من أحداث يقول: أعيش في بر فسيح وأتوقع دوما مجيء الضاري من السباع بل وأستأنس بسماع أصواتها إذ ألفت على ذلك وأستوحش دونها، ولكن ما لا أعتاده هو رؤية بني الإنسان على قلة حدوث ذلك طيلة تواجدي في هذا المكان.