الانقسام المدريدي حول صفقة هرنانديز التي أبرمها النادي الملكي أخيرا، يبدو إلى حد كبير مبررا في ظل الخيارات المتاحة التي كانت بيد فلورنتيني بيريز وكارلو أنشلوتي، فظاهر الامر لعشاق النادي الملكي هو قدوم نجم مميز يدعم خط الهجوم في ظل تذبذب مستوى الفرنسي بنزيمة، لكنه في جوهر الحال لا يبدو سوى مسكن جماهير وفني لتعويض كم الخسائر على مستوى الاسماء التي غادرت البرنابيو مؤخرا. وصف الامر بالخسارة هو الامر المنطقي إذ ان مستوى البدلاء لا يوازي على أي حال الاسماء التي غادرت فالتفريط في دي ماريا ثم تشافي الونسو في هذا التوقيت الحساس، دفع بمسيري النادي الملكي للركض خلف صفقات الدرجة الثانية. والمتأمل لحال الفريق المدريدي يدرك حجم الفراغ الذي تركته الاسماء التي غادرت بدءا من دييجو لوبيز ومرورا بأنخل دي ماريا وألفارو موراتا وانتهاء بشابي ألونسو، خاصة أنها كانت أحد الاسباب في الظفر باللقب القاري والاداء الممتع في موسم 2013/2014. ويبقى السؤال الاهم هل سينجح هرنانديز وكيلور نافاس، وجيمس رودريجز وتوني كروس في تعويض الفراغ والمضي قدما في ظل إصابة خيسي رودريجز وإعارة كاساميرو. بيريز الذي أبهج عشاق البنفسجي بالتعاقد مع هداف المونديال سيجد نفسه أمام مسؤولية كبيرة، بعد أن كشفت إحصائيات صحفية عن أن قائمة الريال تراجعت إلى 18 لاعبا و3 حراس مرمى، وهو الأقل منذ تولي خوسيه أنطونيو كاماتشو التدريب. قد تبدو تشكيلة الفريق مرعبة بوجود ثلاثي البي بي سي بيل وبنزيمة وكريستيانو في المقدمة إلى جانب رودريغز، ومن خلفهما كروز ومودريتش والخط الدفاعي القوي بوجود بيبي وكارفخال وراموس وفاران. لكن القلق يعود إلى دكة البدلاء التي تفتقد في بعض المراكز الاسماء التي توازي قوة الاساسي في حال الاصابات، وهو ما ظل يحرص عليه أنشلوتي الذي قال في الموسم الماضي «عدد اللاعبين لم يساعد الفريق على المنافسة في كل الجبهات، وانهارت حظوظنا في الليجا»، الامر الذي يتفق ومخاوف الجماهير.