عاقبت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رجال الهيئة الأربعة الذين اعتدوا على مقيم بريطاني وزوجته السعودية في أحد الأسواق التجارية شمالي الرياض الجمعة الماضية، بالنقل إلى خارج الرياض وتكليفهم بالعمل الإداري، معلنة اعتذارها رسميا للمقيم وزوجته، ومشددة على أنها لا ترضى بأي شكل من الأشكال على أي مواطن أو مقيم قد كفل لهم الشرع والنظام حقوقهم ومنع التعدي عليها وفق توجيهات القيادة الرشيدة. وأوضحت الهيئة في بيان رسمي أمس أنه تأكد لها أن الأعضاء المذكورين أعضاء في الهيئة، وأن التحقيقات معهم أكدت أن من قفز على المقيم وظهر في المقطع المصور هو رئيس الفرقة، مشيرة إلى أن الأعضاء لم ينفذوا تعليمات رئيس هيئة الرياض التي أبلغها للآمر المناوب، والمبلغة لمشرف الفترة، بالاكتفاء بتدوين معلومات السيارة والانصراف من الموقع وتدوين محضر واقعة بما تم. وأعلنت الهيئة أنه ثبت للجنة التحقيق التي تضم مدير عام فرع الرئاسة العامة بمنطقة الرياض، ورئيس هيئة مدينة الرياض، ومدير إدارة المتابعة، تواطؤ أعضاء الفرقة على الكذب ومحاولة تضليل اللجنة؛ كإنكار ظهور بعضهم في المقطع المصور، وتناقض إفاداتهم في تحديد مشرف الفرقة، واسم العضو الذي تعامل مع الشخص الأجنبي وصعد الموقف وغيرها. وقالت الهيئة إن الفرقة باشرت مخالفة ليست من اختصاصها وهي الإنكار على الشخص الأجنبي لقيامه بالمحاسبة في المكان الخاص بالعوائل رغم وجود زوجته بالقرب منه، وهذا التنظيم من اختصاص إدارة السوق ورجال أمن السوق المكلفين بذلك، كما أنه ثبت اطلاع الفرقة عند مباشرة المخالفة على طبيعة العلاقة التي تربط الشخص الأجنبي بالمرأة التي معه وأنها زوجته. وأضافت الهيئة إن الفرقة لم تتواصل مع مشرف الفترة، ولم تطلعه على الحادثة إلا بعد انتهاء المشاجرة واعتصام الشخص الأجنبي وزوجته بسيارتهما، وهذا مخالف للتعليمات التي تنص على أخذ التوجيه من رئيس المركز قبل اتخاذ أي إجراء في الميدان، وتحديد مكان الفرقة ورفع حالة الميدان أولا بأول عبر جهاز الاتصال اللاسلكي. وبينت أنه ثبت للجنة أنه كان بإمكان الفرقة معالجة الموقف بمهنية وتهدئة للأمر دون تصعيده لاسيما وأن الشخص الأجنبي بصحبة زوجته، وسيارته معروفة، حيث كان بإمكانهم تدوين معلومات السيارة والاكتفاء برفع محضر واقعة بها، مضيفة إن أعضاء الفرقة قاموا بتصعيد الموقف وذلك باللحاق بالشخص الأجنبي وزوجته إلى سيارتهما ومحاولة استيقافهما، وأن هناك عراكا وقع بين أعضاء الفرقة والشخص الأجنبي وزوجته (حسب ما ظهر من المقطع المصور وحسب ما ورد في إفادات الأعضاء). واختتمت الهيئة التأكيدات على أن التصرف فردي ويعبر عمن بدر منه ويتحمل تبعته لمخالفته الأنظمة والتعليمات ولا يمثل الرئاسة ومنسوبيها الذين يمتثلون للتوجيهات والتعليمات، ويعتبرون مثالا للأمر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بلا منكر وفق الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة، ويبذلون جهودا كبيرة ليلا ونهارا لخدمة المواطن والمقيم سواء في جانب التوعية والتوجيه، أو في جانب ضبط الجرائم التي تخالف الشرع وتخل بالأمن.