جاءت تحذيرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خطر الإرهاب إلى قادة العالم واضحة وشفافة وصريحة وفي توقيت هام جدا، في الوقت الذي بدأ خطر الإرهاب السرطاني في التمدد والتوسع على ضوء الأعمال غير الإنسانية والبربرية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي والتي لا تمت للإسلام بصلة، خاصة تنبيهه -حفظه الله- أن الإرهاب بكل ما يحمله من دمار وخراب سيصل إلى أوروبا وأمريكا ما لم يتحد العالم لمحاربته بما يستحقه من توفير الوسائل القادرة على مواجهته بالقوة والعقل وبالسرعة اللازمة حتى لا يصل إلى المستوى الذي تضيع فيه فرصة القضاء عليه. إن الملك عبدالله بصراحته الدائمة وضع العالم بأكمله أمام مسؤوليته لمواجهة هذا الخطر السرطاني الداهم الذي لا يهدد المنطقة فحسب بل الإنسانية كاملة. وعندما ينبه الملك عبدالله على أن أعمال الإرهابيين تهدر حقوق الإنسان لأن مرتكبيها لا يعرفون معنى الإنسانية حين يفعلون الفظائع البشعة الدالة على عظم جرمهم ووحشيتهم، وحين يقطعون الرؤوس ويزرعون العنف والإرهاب في نفوس الصغار فيسلبونهم إنسانيتهم وطفولتهم البريئة وينشئونهم على الإجرام وزهق الأرواح، مسيئين بذلك إلى الإسلام السمح الذي يحرم قتل النفس البريئة ويصف من قتلها بأنه كمن قتل الناس جميعا، فإنه يضع النقاط على الحروف، ويرفض الإساءة للدين الإسلامي الذي ينبذ الإرهاب والتطرف ويدعو للسماحة والوسطية والتعايش السلمي ويكرس قيم التسامح ويجسد الفكر المستنير ورؤيته الاستراتيجية وحنكته في التعامل مع الأفعال الهمجية التي يرتكبها حفنة من المجرمين الذين استخدموا الإسلام، وهو منهم براء. وبناء عليه، فإن المسؤولية تقع على المجتمع الدولي والقوى الكبرى التي تملك الإمكانات والقدرات الهائلة لكي تحشد تحالفا عالميا وتضع الخطط الاستراتيجية القصيرة والطويلة المدى بالتنسيق مع الدول العربية والإسلامية للقضاء على هذا الخطر السرطاني والحيلولة دون تمدده ووضع خارطة الطريق التي حددها الملك عبدالله في مواجهة الإرهاب بالقوة وبالعقل وبالسرعة. ويتعين على الأممالمتحدة تشكيل لجنة من الدول الأعضاء لوضع آلية عمل واستراتيجية محددة لكيفية التعامل مع خطر الإرهاب والاستفادة القصوى من المركز الدولي لمكافحة الإرهاب ليكون همزة الوصل بين دول العالم لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول التنظيمات الإرهابية والمطلوبين على قوائم الإرهاب والبدء في عصف ذهني يشارك فيه النخب العالمية لتوضيح خطر الإرهاب والحيلولة دون تمدده وتوسعه. والمطلوب عربيا وإسلاميا التفاعل مع خارطة طريق خادم الحرمين الشريفين وتوجيهاته في مكافحة الإرهاب بالقوة والسرعة والعقل بكل اهتمام، وعلى العلماء والمفكرين والسياسيين والمنظمات العربية والإسلامية التحرك لوضع استراتيجية دقيقة واضحة المعالم للتعامل مع الفكر الظلامي لتنظيم داعش الإرهابي ومواجهة التطرف والإرهاب، والعمل على تصحيح صورة الإسلام وتكريس الفكر الوسطي وثقافة التعايش السلمي وتحذير وتوعية الأوساط الشبابية من خطورة هذا الفكر المتحجر والظلامي على المجتمعات الإسلامية والعربية.