للأسف الشديد بات العراق مسرحا للإرهاب والاقتتال الطائفي، وملعبا للتدخلات الإقليمية. وأصبح تنظيم داعش الإرهابي يعبث في الأرض فسادا، ويهلك الحرث والنسل، بعد أن اختلطت الأوراق في بلاد الرافدين، بسبب فشل مؤسسات نظام المالكي في إدارة شوؤن العراق، والذي تحول لمرتع للحروب الأهلية والطائفية والتي يدفع الشعب العراقي المغلوب على أمره، ثمنها غاليا. إن تمدد داعش، التنظيم الإرهابي وتغلغله وسيطرته على الأراضي العراقية بعد انهيار نظام المالكي، يرسل رسائل خطيرة تثير الريبة والشكوك والتساؤلات، وفي نفس الوقت تعكس جليا المخاطر الكبيرة حول مستقبل العراق المظلم وكيفية إنقاذه من براثن الحرب الأهلية والطائفية المقيتة التي يدعمها نظام المالكي، وضررورة مواجهة هذا التنظيم الإرهابي، الذي لا يمت للإسلام بصلة بكل حزم وقوة وبلا هوادة لكي لا يتمدد ويصبح كالسرطان في جسد الأمة العربية، هذا التنظيم الإرهابي للأسف الشديد، استخدم الدين الإسلامي الحنيف لكي يحقق مآربه الشريرة والتخريبية، والدين الإسلامي الحنيف بريء منه ومن جرائمه التي يرتكبها باسم الإسلام الذي ينبذ الإرهاب والتشدد ويكرس قيم الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي. ولقد أحسنت المملكة صنعا عندما وضعت تنظيم داعش الإرهابي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية مؤخرا كخطوة استباقية، تعكس خطورة هذا التنظيم الإرهابي الذي تمدد في العراق بشكل خطير وأصبح يهدد الكيان العراقي بالتقسيم والتدمير وضرب مكتسبات الأمة العربية وتحويل المنطقة العربية لساحات اقتتال وإفساد في الأرض. وليس هناك شك أن تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية في العراق والشام) الإرهابي أو ما يعرف اختصارا ب «داعش» يعتبر الآن أخطر التنظيمات الإرهابية في المنطقة وأصبح يمثل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة، الأمر الذي يتطلب مواجهته بكل قوة وحزم وبلا هوداة، لكي لا يستشري في المنطقة وسرعة اجتثاثثه من جذوره لخطورته حيث يسعى هذا التنظيم للإفساد في الأرض والقتل والتدمير والسيطرة. ويعد أبوبكر البغدادي الرئيس المزعوم للتنظيم «المتحكم» الرئيسي في مفاصل الهيكل التنظيمي ل(داعش)، وصاحب القرار النهائي للتنظيم الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي، حيث يركز منهج التنظيم في التمدد الجغرافي والتوسع البشري. تنظيم (داعش) الإرهابي الذي تمكن من السيطرة على الموصل وعدد من المدن العراقية يعتبر أغنى تنظيم إرهابي في العالم، وأصبح يمثل خطورة كبيرة في المنطقة، وتتمحور عقيدته على عداء الجميع، ولكل من لا يؤمن بتوجهات التنظيم الإرهابية والتي تعتبر تخريبية بحتة. فلسفته التدمير والقتل وسياسة الضد، ضد الجميع، من دون تمييز. التنظيم الإرهابي يحمل أفكارا ظلامية، تشوه الإسلام الذي يدعو للوسطية. ويعمل التنظيم على تخريب المنطقة العربية ضمن مخطط تدميري يخدم مصالح أعداء الأمة، وهو أداة تخريب وفتنة مشروع لتقسيم العراق وصفة لحرب مستمرة ومتواصلة للإفساد في الأرض والعمل على تدمير مكتسبات الأمة العربية.