هل حدث تغير في خطط وإستراتيجيات عمل من يحرض أو من يجند الشباب لأعمال القتال في مواقع الفتن بالخارج أم هي الظروف التي جعلت ثمانية ممن تصدى لهذه المهمة المجرمة وهي حشد وتحريض الشباب وخاصة ممن هم في مراحل عمرية متقدمة «ليكونوا وقودا لساحات معارك خارجية وجبهات لا علاقة لهم بها لا من قريب ولا من بعيد» وذلك من خلال اتجاههم للقرى والهجر والمراكز الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها في الغالب العشرة آلاف نسمة تقريبا كما حدث مؤخرا مع المحرضين الثمانية الذين تم الكشف عن القبض عليهم في عملية أمنية في مركز تمير التابع لمحافظة المجمعة إداريا في منطقة الرياض وهو عمل عادة ما يكون في المدن الكبيرة. ونعتقد أن الجهات الأمنية الباسلة لديها الإجابة الدقيقة على ذلك ولكن نرى أن هناك أسبابا عديدة لهذا التوجه الذي قام به المحرضون وهو كما يعتقدون أن هذه المراكز والهجر قد تكون الرقابة فيها أقل أو منعدمة وهو تقدير خاطئ أثبتت عملية تمير أن يد رجال الأمن تطال كل محرض ومخرب في كل مكان وأن هناك جنودا آخرين يعملون جنبا إلى جنب مع رجال الأمن وهم المواطنون الذين ذكرهم بيان الداخلية حول عملية تمير بأن أولياء أمور قاموا بالابلاغ عن هؤلاء المحرضين الذين يريدون اختطاف أبنائهم لساحات مجهولة ومحفوفة بالمخاطر والمهالك وهو جهد يشكرون عليه وهو تعاون وطني وديني من قبل أولياء الأمور مع رجال الأمن. حادثة تمير نبهت أفراد المجتمع وخاصة ممن يقيمون في القرى والهجر والمراكز بأن أبناءهم هدف قائم للمحرضين وأن بعدهم عن المدن الكبرى لا يعني بأي حال من الاحوال بعدهم عن خطر التجنيد للمنظمات الارهابية الخارجية والذى علينا جميعا أن نكون يقظين لهذا التحرك الذي قد يطال حتى من هم في القرى والهجر والمراكز واستغلال الدوافع الدينية والعواطف للتأثير على صغار السن. كما جددت هذه العملية الأمنية الناجحة في مركز تمير الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لمحاربة الارهاب بكل أشكاله وألوانه والجهد الداخلي والخارجي الذي تسهم به المملكة قيادة وشعبا في التصدي لكل نوازع الارهاب كما أن هذه العملية الأمنية تأتي إنفاذا للأمر الكريم القاضي باعتماد قائمة التيارات والجماعات -وما في حكمها- الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخليا أو إقليميا أو دوليا، ومعاقبة كل من ينتمي إليها أو يؤيدها أو يتبنى فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة وهو أمر وجهد يهدف أولا وأخيرا إلى حماية الوطن وحماية الشباب وحماية أسرهم أيضا من مزالق الخطر وبؤر الفتن والمهالك في الخارج.