قال المحلل السياسي والباحث في شؤون الجماعات الإرهابية حمود الزيادي العتيبي، إن العملية التي نفذتها الجهات الأمنية يوم الاثنين الماضي بمحافظة تمير وأسفرت عن القبض على ثمانية مواطنين يقومون بالتغرير بأحداث الأسنان للانضمام للمجموعات المتطرفة في الخارج بعد تذمر عدد من أولياء الأمور من هؤلاء المحرضين يعكس الوعي المتنامي وسط المجتمع السعودي بخطورة مثل هذه التنظيمات وضرورة التصدي لهم ولمخططاتهم. وبين الزيادي، أن ذلك التعاون بين رجال الأمن والمواطنين يؤكد أن المواطن هو خط الدفاع الأول في الانتباه لمثل تلك الدعوات التحريضية المخالفة، وإبلاغ السلطات الأمنية مباشرة لحماية المجتمع والأجيال من الانخراط في التنظيمات الإرهابية، التي تتنامى في المنطقة بشكل مخيف وواسع، وانضم كثير من شباب المملكة ووصلوا إلى أعداد تجاوزت 1500 شاب سعودي في التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، وخصوصاً تنظيم داعش، منوهاً إلى أن مباشرة الجهات الأمنية لخلية تمير أمر مهم لتفكيكها وبالتالي قطع الطريق أمامها لأخذ المزيد من الشباب وإلحاقهم بالتنظيمات الإرهابية. وأشار الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية إلى وجود معلومات متوافرة للمتابعين في هذا الشأن، وأن خلية تمير تحديداً، التي تم القبض على ثمانية من محرضيها، أسهمت في زج 35 من شباب تمير إلى تنظيم داعش الإرهابي، سبعة منهم تم إلحاقهم للتنظيم الإرهابي في داعش خلال أسبوع واحد فقط، بتسهيل كبير من خلال بعض أبناء أحد الأشخاص الملاحقين في هذه الخلية وهو من متزعمي التحريض، حيث أن أبناءه يقاتلون مع تنظيم داعش ويسهلون التواصل معه ومن يحيط به من مجموعة محرضة، لتسهيل وصول شباب تمير المغرر بهم إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا. وأضاف الزيادي: "على إثر تحذيرات وزارة الداخلية المتكررة من أصحاب الفكر الضال، والوعي المتنامي في المجتمع وإدراك مخاطر تلك التنظيمات الإرهابية، ومعرفة أنها تهدد الأمن السعودي، وليس فقط من أجل الزج بالشباب في مواطن القتال، بل من أجل تهيئتهم هناك ومن ثم إعادة إرسالهم للسعودية للقيام بعمليات إرهابية، وهذا ما يقولونه صراحة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بأنهم قادمون وسيقتحمون السجون وسيغتالون رجال الأمن، بل حرضوا فعلاً على قتل رجال الأمن والكثير من المسؤولين، والقيام بأعمال إرهابية في مناطق حيوية في السعودية، وذلك يمثل تهديد صريح للأمن السعودي". ونوه المحلل السياسي حمود الزيادي العتيبي أن هذه العملية هي الثانية، بعد العملية الأولى التي تمت في مطلع شهر مايو، حين أعلنت وزارة الداخلية عن تفكيك شبكة قبضت على 62 عنصراً منهم إضافة إلى 44 مختفياً عن الأنظار مررت المعلومات عنهم للانتربول الدولي لارتباطهم بهذه الشبكة، وأشارت وزارة الداخلية إلى ارتباط تلك الخلية بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا وتنظيم القاعدة في اليمن، وذلك يعطي انطباعاً لمحاولات إعادة تشكيل للتنظيم الإرهابي داخل السعودية سواءً بشكله الداعشي أو بشكله القاعدي، ورغم ما بين هذين التنظيمين الإرهابيين من تنافس وصدام إلا أنهما اتفقا على استهداف السعودية. واعتبر الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أن البيانات والتحذيرات التي تصدرها وزارة الداخلية غير كافية، فهناك من يحرض وهناك من يستغل توظيف المقدس الديني للتغرير بهؤلاء الشباب والزج بهم إلى مواطن الهلاك، فالعمل كبير ويحتاج إلى جهود وتعاون من كل المجتمع لأن الجهاز الأمني يقوم بدور كبير في محاصرة الإرهاب لكنه لا يمكن له أن يفضي على حالة التجنيد والتهيئة التي تتم من خلال الكثير من الدعاة المعروفين، أو حتى الذين تخرجهم هذه الأزمة لمحاولة أن يكونوا نجوماً فيها في المرحلة المقبلة.