راهن الكثيرون على سقوط نادي هجر للهاوية خاصة بعد الهبوط من دوري زين إلى دوري ركاء، فقد تخلى أقرب المقربين للنادي عنه، منهم لاعبون وإداريون، لأن نظرتهم قصيرة المدى ولم يعرفوا أن شيخ الأندية وإن تخلى عنه بعض أهله يظل لديه رجال يقفون معه حتى الرمق الأخير على الرغم من الصعوبات المالية والفنية، وبالفعل قبلت إدارة سامي الملحم التحدي الذي يصعب على أي إدارة أخرى أن تقبله في ظل تلك الظروف التي مر بها النادي خاصة بعد أن أصبح خاويا من المال في وقت من الأوقات. «عكاظ» التقت مع الرجل الأول في نادي هجر سامي الملحم الذي أدار ملف الاستثمار في أخر سنتين، ومن ثم صنع رحلة العودة لدوري جميل حيث دار الحديث معه عن هموم النادي وطموحاته وكذلك المعوقات التي تواجهه، وقبل ذلك عن الخسارة الافتتاحية القاسية في دوري جميل وكيف تجاوزها الفريق بهذه السرعة. وهنا نص الحوار معه: القفز على الكارثة لنبدأ من النقطة الأسخن.. كيف تجاوزتم الخسارة القاسية أمام الأهلي بالفوز المستحق على التعاون؟ - جاءت أهمية الفوز من أجل معالجة أثر الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها الفريق من النادي الأهلي بستة أهداف، وبكل أمانة كنت قلقا من صعوبة عودة الفريق، لكن بفضل خبرة لاعبينا وكذلك التهيئة النفسية الجيدة من المدرب والإدارة تجاوزنا هذه المرحلة واستعدنا توازننا. وأن شاء الله سنسير بخطى ثابتة ونقدم أفضل ما لدينا، فالخسارة فتحت أعيننا مبكرا لعلاج أخطائنا وكانت بمثابة اللقاح الذي يقينا أي كوارث مماثلة في الجولات المقبلة. وماذا أعددتم للشباب الذي ستلتقونه في الجولة الثالثة؟ - لا شك بأن الشباب فريق كبير ويحتاج لاستعداد خاص وبالتأكيد المدرب اتخذ جميع الأمور اللازمة لهذه المواجهة وإن شاء الله نعود للأحساء بنتيجة إيجابية. سنة بتسع مثلها دعنا ننتقل بالحديث لوجودك في منصب الرئيس لناد عريق كهجر.. كيف وجدت الأمر؟ - في ظل الظروف التي عشتها في النادي، أستطيع أن أقول أن رئاسة سنة لنادي هجر تمثل رئاسة تسع سنوات لناد آخر وبدون الدخول في التفاصيل، فكل من هو قريب من هجر يعرف مدى المعاناة التي واجهناها، حيث أنها كانت من أصعب السنوات التي مرت على النادي، تخيل هبوط النادي والظروف المادية القاهرة، وتجديد العقود، ومحاولة إبقاء لاعبيك وعودة فريقك لوضعه الطبيعي في الوقت الذي تخلى فيه عنك الجميع. حاليا يمتلك نادي هجر إدارة شابة فما هي طموحاتكم؟ - أتينا فزعة لنادي هجر بعد الهبوط لدوري ركاء وكان هاجسنا الأول أن لا يهبط النادي لمصاف أندية الدرجة الثانية، ولم نأت رغبة بالرئاسة بقدر ما هي رغبة بإنقاذ هجر مما وصل إليه، لذا تجد إننا جمعنا الحد الأدنى من النصاب للإدارة لأن الجميع كان يرفض الدخول في مجلس الإدارة وبخاصة بعد الظروف الصعبة التي مر بها النادي، فنحن أبناء النادي ونحن من يجب أن يتحمل عبء نتائجه سواء كانت سلبية أو إيجابية. تفعيل كوادر فقط إذن، لماذا تقدمت لترشيح نفسك في ظل هذه الظروف ألم تخش الفشل؟ - أنا كما قلت لك ابن النادي وأعرف خباياه وأعرف جيدا أن هجر يمتلك من الطاقات والكوادر ما يؤهله لأن ينهض وبشكل سريع ويعود لوضعه الطبيعي، ولكن ما ينقص هو تفعيل هذه الكوادر ودعمها، وهذه ما عملنا عليه طوال الموسم الماضي وتحقق لنا بفضل الله هذا الهدف وحققنا بطولة دوري ركاء وصعدنا بالفريق لدوري جميل. إذن، لماذا هبط هجر لدوري ركاء؟ مع وجودك في الإدارة واستلامك لملف الاستثمار؟ - هبوط نادي هجر لم يكن بالأمر السهل على الجميع، ولكن جميع الظروف اجتمعت وتكالبت على النادي من أهمها الظروف المالية والفنية والتي اجتمعت على الإدارة السابقة والتي حاولت ما بوسعها حل هذه المشكلات ولكن قدر الله وما شاء فعل والحمد لله نحن الآن في وضع أستطيع أن أقول أنه أفضل بكثير. أنت المسؤول الأول عن ملف الاستثمار في رئاسة النعيم، فلماذا كان النادي يعاني ماديا؟ - أنا شخصيا عملت الكثير في هذا الملف ولو رجعت لتصريحات الرئيس السابق فقد أشار أكثر من مرة إلى أن سبب بقاء هجر في دوري زين هو الاستثمارات التي جلبها سامي الملحم للنادي، منها إحضار مؤسسة وطنية كراع رسمي لنادي هجر، كذلك اللوحات الإعلانية وأيضا استثمارات 3 أو 4 ملايين وفرتها للنادي في أول سنة استلمت ملف الاستثمار، مع أن اسم هجر استثماريا لم يكن بمستوى عال بسبب وجودنا لفترة طويلة في دوري الدرجة الأولى، أما الآن نحن أفضل كقيمة وسوق استثماري. ما هي الصعوبات التي تواجهكم حاليا ومستقبلا؟ - استقطبت إدارة شابة للنادي ودعيت رجالا كبارا قدموا للنادي الكثير، وبكل أمانة كلي ثقة مع وجود هذه الإدارة الطموحة ستزول العراقيل، لأنهم يرغبون في العمل والعطاء لا لا شيء سوى لرقي نادي هجر، وقد عينا قبل فترة الأخ أحمد العفيصان مديرا للنادي وهو شاب من بيئة رياضية وقادر مع الجميع على قيادة النادي لبر الأمان، فمن الناحية الإدارية لا خوف على النادي وبكل صراحة هاجسي الأول والأخير هو الأمور المالية والتي أتمنى أن تزول ويتم حلها قريبا. نسدد ونقارب ماذا فعلتم لحل الأزمة المالية لنادي هجر؟ وهل النادي يعاني من ديون حاليا؟ - لك أن تتصور أن جميع أندية المملكة من الموسم الماضي وحتى الآن حصلت على مستحقات مالية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلا نادي هجر..!! والسبب في ذلك أننا علينا شكاوى وكذلك ديون ومستحقات لاعبين، فجميع مستحقات هجر في العام الماضي كانت مربوطة لتسديد الديون، ومع ذلك سيرت النادي وحققت بطولة دوري ركاء من غير أي دعم مالي فكيف لو كان النادي لديه سيولة كافية..؟ وأشكر جميع أعضاء الشرف حيث أنهم عملوا وقدموا لهجر وللأحساء الشيء الكثير ويعتبرون نادي هجر أحد أهم رموز مدينة الأحساء، بل أنهم هم من شدوا على يدي ودفعوني لأن استلم زمام أمور النادي وقالوا لي بالحرف الواحد «توكل على الله ونحن معك» وهذا ما جعل هجر يقف من جديد حتى الآن، حيث أنني وقعت عقودا مع 12 لاعبا محليا غير اللاعبين المحترفين الأجانب، وقد عملنا حركة استثمارية جميلة جدا وهي أنني استغليت حفل الصعود لعمل تقديم عن النادي وعن الاستثمار فيه ومدى النتائج الإيجابية التي ستجنى من هذا الاستثمار الذي يشمل الملاعب والقمصان والإعلانات، ومن خلال ذلك جنينا أموالا تم استغلالها لصالح النادي ومقدم العقود للاعبين المحترفين، أما بالنسة للديون فقد استلمت النادي مديونا والآن ليس عليه أي ديون والحمد لله نتطلع أن تكون الميزانية أفضل هذا العام عندما نتسلم حقوقنا من رعاية الشباب ومن النقل التلفزيوني ومن مصادر أخرى وأنا شخصيا متفائل في هذا الشأن وبشكل كبير. كيف عاد هجر لدوري جميل بعد موسم واحد من الهبوط لدوري ركاء؟ - أولا هذا حدث بتوفيق من الله وأبطالها من لاعبين شباب وأولمبي، كذلك المدرب كانت أول تجربة له كمدير فني وقد عمل لسنوات كمساعد، كذلك رئيس وأعضاء مجلس إدارة لأول مرة كل هذه العوامل بثت الروح والمصداقية في العمل وعملت على صعود نادي هجر، مع العلم بأن أفضل المتفائلين قال أن هجر بالكاد يستطيع أن يثبت بدوري ركاء وبخاصة إذا ما علمنا أن جميع أعضاء الجهازين الفني والإداري قد تمت إقالتهم حتى أصبح النادي خاويا تماما. كيف رأيتم معسكر تركيا وما هي الفوائد التي جناها الفريق منه؟ - بالنسبة لمعسكر تركيا أعتقد أنه مفيد جدا حيث أن لدينا لاعبين محليين وكذلك لاعبين محترفين أجانب وهؤلاء اللاعبين غير معتادين على أجواء دول الخليج الحارة، لذلك فضلنا أن يكونوا معنا مباشرة في تركيا لخلق عنصر الانسجام والأخوة بينهم وبين اللاعبين الآخرين، وبالفعل هذا ما حدث حيث أننا وعندما وصلنا للأحساء أصبح الجميع كأسرة واحدة علاقتها وطيدة حيث أننا ركزنا على العامل النفسي الذي يهمنا أكثر من غيره في فترة الإعداد وهذا ما حققناه بامتياز. المناطق الدافئة ما هي توقعاتك لمشوار الفريق في دوري جميل؟ - لدينا أهداف بعيدة المدى وقد حققنا الكثير في هذا الشأن، فلو استلم النادي أي شخص سيجده جاهزا ولن يجد عراقيل للعمل، فقد بدأنا من الصفر وفتحنا بيئة خصبة للبراعم الناشئين والشباب في الدوري الممتاز، ومتى ما توفر العنصر المالي سيكون هجر حاضرا وبقوة ولكن أستطيع أن أقول بأن هجر سيكون في المناطق الدافئة في دوري جميل لهذا الموسم. يقال أن إدارتكم تعاقدت مع لاعبين محليين مغمورين وليس لهم أي خبرة؟ - هذا غير صحيح، هجر استقطب لاعبين محليين شباب متوسط أعمارهم من 22 إلى 24 سنة منهم من لعب في دوري جميل ويستطيع الاستمرار في العطاء لسنوات ولا يوجد في الفريق إلا محمد الراشد الذي نحتاجه كقائد في الملعب. حكاية الرجيب والجمعان والصندل بماذا تفسر ابتعاد اللاعب وهداف الفريق خالد الرجيب؟ - الرجيب لاعب كبير وخدم هجر لعدة مواسم والتاريخ الهجراوي لن ينساه أبدا، لكن في بداية فترة رئاستي وبعد هبوط الفريق لدوري ركاء طلب التنسيق وذلك لرغبته أن يلعب بدوري جميل، وتعاملت معه باحترافية وقلت له أن لم ترغب بهجر فالنادي في غنى عنك لأنني أرغب في لاعبين يحملون الروح والولاء للنادي، فقال «أنا لا أستطيع أن أكون معكم في هذ الفترة وأريد التنسيق»، وأعطيناه ما أراد وذهب للاتفاق، وفي فترة الانتقالات الشتوية علمنا أن الرجيب لم يشارك مع الاتفاق نهائيا ووجدنا أننا نحتاجه واتفقنا معه وحققنا جميع أموره المالية التي طلبها وقبل معسكر تركيا ب 3 أيام أيضا تم الاتفاق معه على جميع الحقوق المالية وكان العقد جاهزا للتوقيع معه، لكنه وبكل أسف قدم اعتذاره في ليلة السفر، لذا فقد طوينا صفحته. لماذا فرطتم في المهاجم فيصل الجمعان وكذلك حسن الصندل؟ - نحن في عصر الاحتراف، فلاعب بدون عقد يصبح ليس ملكك فبالنسبة للصندل تفاوضنا معه وبرغم أني اعتبره ممتازا لكن عرض الفيصلي الأعلى لمدة 3 سنوات خطفه منا وهو من خيرة اللاعبين، ولكن نحن نعمل وفق إمكانياتنا، أما بالنسبة للجمعان فكنت أول المهنئين له عندما وقع للفتح، حيث أنني قدمت عرضي ولم يتم الاتفاق بيننا فذهب للفتح، وقد تلقيت اتصالا من الراشد بخصوص هذا الأمر وباركت لهم، والفتح يعتبر أحد بوابات الأحساء الكبيرة لأننا نعمل نحن وهم من أجل الأحساء ورقيها. ماذا لم يتم تغيير المدرب عند صعودكم لدوري جميل كما تقوم به معظم الفرق؟ - الكابتن ناصيف تاريخه عريق في عدد كبير من الأندية منها الأندية الإماراتية والقطرية وأيضا هو مساعد للمدرب الفتح الجبالي عندما حقق الدوري، وجميع هذه الأمور أعطته فكرة كبيرة عن الدوريات المختلفة وأجوائها وما يدور بها، حيث وجدنا أنه الرجل المناسب لنادي هجر في هذه المرحلة ونحن متفائلون جدا بالكابتن ناصيف الذي هو مخلص في عمله ويملك فكرا احترافيا وتكتيكيا وهذا ما لمسناه منه وما شجعنا على الاستمرار معه وإن شاء الله سنحقق الكثير من أهداف هجر سويا. عادل البخيت إداري الفريق الأول وأحد المساهمين في صعود الفريق لماذا اختفى؟ - لن ننسى عادل البخيت فهو رجل وقف معنا في وقت الشدة والأيام العصيبة لا يقف بها إلا الرجال، ولكن ما حدث أننا عملنا تدوير للمواقع بالنادي وهذا الأمر لا يقلل من عطاء البخيت حيث أنني سلمته الإشراف على أهم منصب لدينا بالنادي وهو الإشراف العام على الفئات السنية (البراعم والناشئين والشباب) والتي تلعب بالدوري الممتاز وهي كمنصب أعلى من مدير الكرة للفريق الأول، ولكنه رفض هذه المنصب بحجة ظروفه الخاصة، وأود أن أقول أننا نعمل بنظام التدوير وتغيير المناصب وهذا أمر أراه صحيا بالنادي.