القلب يتفطر مما أصاب الأمة وصورة ديننا الاسلامي الحنيف بأيدي بعض أبنائه المارقين الضالين من اساءات يراها العالم مقرونة باسم الاسلام ، فكل يوم وكل لحظة جرائم قتل ودمار وخراب وفساد في الأرض من جماعات ارهابية تكذب وتدعي أنها تسعى لقيام دولة اسلامية ودولة خلافة ، فأي أكاذيب وتضليل هذا لتبرير سفك الدماء قتلا وذبحا والسطو والسرقة وغير ذلك من أهوال يشيب لها الولدان ، ينقلها الاعلام إلى العالم كل يوم وفي كل نشرة اخبار ، فماذا بقي من الدول المحترقة بنيران الارهاب ، وما يجري على أرضها من كوارث وأخطار تشيع الفوضى والضياع . والمحزن أن نجد شبابا مغررا بهم ذهبوا لمناطق الموت المجاني البائس في فتن الحروب المستعرة باسم الجهاد ، وقتل طائفي ومذهبي بين أبناء أمة جعلها الله أمة وسطا ، واصرار على الغي والباطل بإراقة الدماء . فما هذا الذي يحدث يا أمة الاسلام من البغاة المعتدين المفسدين. لقد نبه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه ، إلى هذا الخطر ودعا الأمة والعالم الى مواجهة تلك الأخطار وعلى العقلاء أن ينصتوا ويعقلوا ويتحركوا لوأد الشرور التي تأكل الأخضر واليابس . ونحمد الله على أمن بلادنا مملكة المحبة والإنسانية ، ودائما ينطلق منها نداء الخير والسلام وصوت العقل والحكمة والحوار إلى الأمة والعالم ، وهذا ليس بجديد ولا غريب على بلاد الحرمين الشريفين ، فهي تنطلق من ثوابت ومقاصد شريعتنا السمحاء التي أضاءت البشرية بنورها من مكةالمكرمة والمدينة المنورة قبل أكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان ، بالدين الخاتم والنبي الخاتم أرسله الله رحمة للعالمين صلوات الله وسلامه عليه . فالاسلام دين الرحمة ومنهاج القيم الانسانية العالية ، وبالدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة انتشر الدين الحنيف ، وحتى الفتوحات والغزوات الاسلامية كانت خيرا على الانسان بالرحمة بالشيخ الكبير والمرأة والطفل والزرع ، ونبذ عصبية الجاهلية ونشر قيم التسامح والتراحم والتعاطف وحسن المعاملة مع الآخر ، مصداقا لقول الله عز وجل (فبما رحمة من الله لنت لهم . ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك . فكيف بأدعياء الدين اليوم يمارسون ابشع الجرائم باسم الاسلام ، ووالله ما أساء أعداء الدين اليه بقدر ما شوه هؤلاء القتلة والجماعات الارهابية صورة الاسلام وتعاليمه وقيمه السمحة . إن محنة الأمة فادحة بالارهاب وجماعاته ، وواجب التربية الأخلاقية والدعوة البصيرة للتحصين بالوعي الذي يميز بين سلوك الخير وآفات الشر , ومن ثم على الإنسان أن يتبع صحيح الدين وقيم الرحمة والفكر المعتدل السليم . وليتذكر كل مسلم أن أول كلمة في الدستور الإسلامي البسملة {بسم الله الرحمن الرحيم} تدعو إلى الرحمة وليس إلى العنف ، دعوة عظيمة للرحمة تتجلّى بقوله تعالى : { الحمد لله رب العالمين – الرحمن الرحيم} فأين الارهابيون من ناموس الإسلام وتعاليمه وقوامه الرحمة ، وهم يفجرون أنفسهم تعجلاً للجنة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.وأين هم من منهج القرآن الكريم ، فلا تجد آيةً تتحدث عن الجنة إلا وتربطها بالأعمال الصالحة.اللهم احفظ لنا ديننا وبلادنا وأمتنا وشبابنا من كل مكر وسوء. للتواصل 6930973