تبذل الرئاسة العامة لرعاية الشباب جهودا كبيرة للاهتمام بشبابنا وإشغال وقته بالمفيد، ولا تلام الرعاية أن أكبر جهودها توجه لاتحاد كرة القدم لقلة فعاليات بقية الاتحادات، أو قلة الاهتمام بفعالياتها، وهذا مرده اهتمامات الإعلام الرياضي المطالب بزيادة الوعي والثقافة ببقية الألعاب، وكلاعب كرة طائرة قديم، كنت الاحظ الاهتمام ببقية الألعاب كالسلة والطائرة وحتى تنس الطاولة، وكانت تفرد لها الصفحات والتنافس فيها كان محتدما بين أندية المنطقة، اليوم خبا كل ذلك أو كاد، وانحصر الاهتمام في «كرة» القدم وحسب. تصوروا أن خبر تأهل منتخبنا لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة إلى نهائي كأس العالم للإعاقة الذهنية «إيناس»، لم يجد، وهو منتخب كرة، مكانا في معظم الملاحق الرياضية لصحفنا إلا في الصفحة الثالثة أو الرابعة. غير أن هذا ليس حديثي اليوم، وإن كنت أود انتهازها فرصة لتحية الرئيس العام الجديد ودعوته لتلبية حاجات شبابية أخرى قد لا ترتبط مباشرة بالرياضة، وفي تصوري أن مسمى «رعاية الشباب» لا يقصر جهودها على الرياضة وحسب ولا على كرة القدم فقط. لم لا تدعو الرئاسة أو تبادر إلى تأسيس أندية علمية أو للهوايات أو أية اهتمامات شبابية أخرى، لم لا يكون هناك دوري مواز للمخترعين الشباب، نفتقدها في مدارسنا وجامعاتنا فهل تعوضنا الرئاسة الجديدة خيرا. مناسبة حديثي خبر نشر بعكاظ الخميس الماضي أن اتحاد الأورغواي لكرة القدم اشترط إضافة 159 ألف دولار لمشاركة المهاجم لويس سواريز في اللقاء الودي الذي سيخوضه منتخبنا لكرة القدم في أكتوبر القادم بجدة، علما بأن المبلغ الأساس الذي سيدفعه اتحاد كرتنا لهذه المباراة هو 600 ألف دولا. لن أجادل في المبلغ الأساس، أطلب فقط مقارنتها بما تصرفه دول أخرى للعب مباريات ودية، إنما اسأل وقد احتج، كمواطن ضعيف، أن تؤخذ من خزانته العمومية نصف مليون ريال لإحضار لاعب مهما كانت مهاراته ليلعب 90 دقيقة بل غالبا أقل، وهذا لاعب معاقب دوليا لسوء أخلاقه، فأية قدوة سيقدم لشبابنا. إن لم يكن هذا هدر للمال العام فهو صرف في غير محله، وللتو بلع هذا المواطن الغلبان غبن صفقة نقل الدوري السعودي في منافسة غير مكتملة الأركان، ويتذكر هذا المواطن يوم خصصت ست قنوات فضائية لنقل مباراة واحدة، كل هذه السياسات المالية بحاجة لمراجعة من قبل الرئيس الجديد. نقطة أخيرة، إذا أذن لي رئيس اتحاد كرة القدم، توجيه عنايته لرخاوة أنظمة وعقوبات الممارسات العنصرية في ملاعبنا سواء من قبل اللاعبين أو الإداريين أو الجمهور المشجع، هتافات وإشارات وجمل عنصرية لم نتعودها من قبل نأمل أن تختفي تماما من ملاعبنا، فنحن كبلد للحرمين الشريفين، علينا مسؤولية مضاعفة للتمسك بتعاليم ديننا السمح وبسلم قيم مجتمعنا أخلاقيا وسلوكيا.