أوضح عدد من أهل الرأي في المنطقة الشرقية أن كلمة سماحة المفتي العام عبدالعزيز آل الشيخ كشفت المارقين من الخوارج والذين يروجون لأنفسهم ويريدون اختطاف الإسلام والإسلام منهم براء. وأضافوا أن كلمة المفتى العام جاءت لتكون نبراسا لكل أبناء الأمة الإسلامية على أن الإرهابيين مارقون وبمثابة خوارج العصر، وأنه يجب احتواء ظاهرة الغلو؛ حتى تعيش الشعوب الإسلامية وتتفيأ ظلال الوسطية وسماحة الإسلام. وفي هذا الشأن، أوضح الشيخ نواف بن عمير السعدون رئيس محكمة النعيرية أن المفتي العام تحدث باسم كل علماء المملكة؛ لذا فلا بد من التحذير من الانجرار خلف الدعايات الضالة، وعلى كافة العلماء في هذا الوطن أن يكون لهم موقف، وأن يقدم النصح والإرشاد للمجتمع ليقوم كل عالم بما أوكل إليه من أمانة ليبين للناس خطورة هذه الجماعات الخارجة المارقة. واستطرد أن كلمة سماحة المفتي العام هي تأكيد على ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في الحفاظ على هذا الوطن بعيدا عن الأفكار الضالة الهدامة. وأضاف بقوله «لا شك أن أبناء الوطن جميعا، بمن فيهم العلماء، بحاجة إلى الوقفة الجادة الصادقة لمواجهة ونبذ التطرف والغلو والإرهاب والتفرقة وغير ذلك من الخلاف والاختلاف، نحن نشاهد في الدول حولنا وقريبا منا واقعا مخيفا ويجب الحذر والتحذير، كما أنه لا بد أن يعلم الجميع أن ديننا الإسلامي دين فيه الخير كله، وليس به شر ولا غلو ولا تطرف ولا ضرر، فالوسطية والاعتدال هما أساس الدين قال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)، والتراحم والأخوة والتعاضد هي من مقاصد الإسلام (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)؛ لذلك فإن الإرهاب والتطرف والتشدد هي عدو للإسلام والمسلمين، والذين لبسوا عباءة الدين واستباحوا دماء الناس وفرقوا الأمة ودعوا إلى القتل والإرهاب والدمار والتطرف والتحزب هم مجرمون، وما يقومون به من أقوال وأفعال وجرائم ليست من الدين. وتابع بقوله «يجب أن توحد الصفوف والكلمة لمواجهة هذه الأفكار الهدامة الضالة، لا بد أن نبين سماحة ديننا الإسلامي ليس للمسلمين، بل للعالم أجمع؛ لأن ديننا هو أفضل الأديان وخاتمها، ولا يوجد خير للناس إلا دعا إليه الإسلام، ولا شر ولا ضرر إلا حذر ونهى عنه؛ لذلك لا يجب السكوت عن تشويه سماحة ووسطية وعدل الإسلام، فهؤلاء المجرمون شوهوا الدين وأساؤوا للإسلام والمسلمين؛ بسبب نداءاتهم الهدامة التي تدعو إلى انشقاق وتفرقة الأمة فيما بينها وتقوم بسفك الدماء والخراب والدمار، وكل ذلك تحت عباءة وستار الدين والدين منهم براء، نحن بحاجة لتوحيد المنابر الدعوية والتربوية والرؤى والأفكار لتعزيز وترسيخ فكر الوسطية والاعتدال، والمحافظة على الوحدة والتآلف واللحمة الوطنية تحت راية الإسلام السمحة». من جانبه، أوضح رئيس بلدية النعيرية سعيد أحمد شويل بأن كلمة سماحة المفتي العام كانت مطلوبة في هذا الوقت الذي كثرت فيه الفتن وزاد فيه الإغواء والضلال، وسفكت الدماء باسم وتحت غطاء الدين، نحن نعلم أن دين الإسلام يدعو إلى السلام والمحبة والإخاء، والإسلام بريء من تلك الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام؛ لذا فمطلوب أن ترسخ في أذهان الناس الوسطية والاعتدال، وأقترح أن تكون هناك خطة وطنية عظمى؛ ليكون هناك نداء الوسطية والاعتدال في كل منزل ومدرسة ومسجد، بل لا بد أن ينهض العلماء جميعا بمسؤولياتهم، ومن لا يستطيع أو أن نداءه ودعوته فيهما شطط وغلو وتشدد، فليترجل ويأتِ آخرون قادرون على أن يكونوا أهل دعوة خير وسلام، كما تعلمنا ذلك من نبي الرحمة ورسول السلام محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، لا نريد أن يكون بيننا من يدعو إلى غلو أو تشدد أو إرهاب وتطرف، ولا نريد نداءات تدعو إلى التفرقة والتباعد والعداوة والخصومة، نحن نريد وحدة صف بين كافة أطياف المجتمع؛ لينعم وطننا بالأمن والأمان تحت ظل الإسلام. وقال زيد بن عبدالعزيز الدغيلبي العتيبي وكيل محافظ الخفجي إن سماحة المفتي العام أكد على ما تحدث به خادم الحرمين الشريفين حفظه لاستنهاض الهمم من العلماء والتحرك لإغلاق باب التطرف والغلو والتشدد والإرهاب يكفينا وعظا ويكفي أن يجعلنا نتحرك ونلاحظ ما يدور حولنا في الدول العربية والإسلامية من سفك للدماء، كما إننا نريد الحفاظ على وحدة وطننا وتماسك أبنائه والمحافظة على المكتسبات، بل لا بد أن تتوحد الأمة مع ولاة الأمر؛ ليبقى هذا الوطن واحة أمان ونور يستضاء به في أنحاء الدنيا تحت راية الإسلام، وتحت ظل تعاليم ديننا الحنيف دين السلام والرحمة . من جهته، أوضح سعيد الحداوي الغامدي (باحث شرعي وأمني ورئيس قناة فضائية) أن كلمة سماحة المفتي العام كشفت أفعال أصحاب الغلو من المارقين، وأرى أنه من الضرورة ألا يسمح لكائن من كان أن يتصدر المنابر وهو مغالٍ ومتشدد؛ لأن غالب ما يحصل الآن من خروج للشباب وغالب التطرف بسببهم، بل يجب أن يتوقف هؤلاء عن الحديث في الغلو والتطرف.