تتجلى سماحة الإسلام في وسطيته بين المغضوب عليهم والضالين، ويظل المقصد العام للشريعة الإسلامية كما وضحه سماحة مفتي عام المملكة في بيانه أمس «تبصرة وذكرى»، هو عمارة الأرض وحفظ نظام التعايش واستمرار صلاحها بصلاح المستخلفين فيها. ذلك هو ما جاء في مقاصد الشريعة وهذا ما تقوم عليه سياسة المملكة في تطبيق الشرع وفق منظومة الوسطية البعيدة عن الغلو والتشدد والتطرف، التي هي العدو الأول للإسلام والمسلمين. وما أشار إليه سماحة المفتي في بيانه للأمة بضرورة مواجهة المخاطر المحدقة بالأمة أجمع، تأكيدا إلى ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين في الحفاظ على مقدرات ومكتسبات هذا الوطن، وفي عقول أبنائه قبل ذلك من الفكر الضال والنداءات الهدامة التي تسعى إلى انشقاق الأمة والتفرقة فيما بينها تحت عباءة الإسلام. إن الواقع الراهن الذي تشهده العديد من المناطق المجاورة من سفك للدماء وهتك للأعراض بستار الدين، تكشف ذلك الواقع المخيف الذي يتطلب جديا الوقفة الصادقة لمواجهته ونبذه، الأمر الذي دعا إليه سماحة المفتي في توحيد المنابر الدعوية والتربوية لتعزيز فكر الوسطية والاعتدال، بصياغة خطة تنفيذية تحقق الأهداف وتحافظ على اللحمة والتآلف.