تشعلني الغربة كل مساء. تغفو عيناي على حلم لا يشبه كل الأشياء. *** الغربة أخت الرغبة أو جارتها ثرثرة القهوة.. في «الهافانا» قرقعة «حجار الزهر» على طاولة من خشب الجوز صنعتها كفا شامي في الغوطة أخذته الغارة. الغربة أخت الرغبة تستنفر كل تفاصيل القصة تهرش ذاكرة الغرباء. *** سيدة من حي «الشاغور» تفتش عن قمر فتصيد غزالا من حي «الميدان» يغني: «لالا ولالا ولالا.. وش بدك مني يا خالة» يفتح حمام «المنجك» شهوته بصبيحة عرس شامي بلله الماء. دخلت قطعان لاحمة حمام «دمشق» وانداح عويل الشاميات.. قطعان لم تدخل تاريخ السبعة آلاف ربيع في عمر الشام لم تعبأ أن يتحول ساحة إعدام «بستان هشام». قطعت شريان الشام بساطور.. وأحالت بردى نهر دماء. *** دون دمشق تتضور ذاكرة المنفيين جوع الوطن الهارب منهم يشغفهم كرغيف الخبز يلاحقهم.. يبتز عميقا في الأحشاء. دون دمشق.. يصحو التاريخ.. حصانا مطعونا. قافلة الصيف تكابد ألفي عام في رمل الصحراء. دون دمشق.. تنهد الرغبة فوق الرغبة .. تنحدر اللغة إلى قاع مبحوح يتغاوى الوقت الأحمق طاووسا يسبح في دمع الندماء. *** أعتقها يا طاعون الموت.. ويا شيطان الرغبة أعتقنا أعتقنا عل الموجة تنجو من قلق الأنواء. جرح الأطفال المفتوح على كل الأرض يلاحقنا ينتظر الشمس تطهرنا والليلة ما زالت عمياء. *** في الغربة لا تغرينا يا وطني الأشياء. الغربة مثل المومس تجثم فوق الجسد الحاقد ... دون رداء. الأرض هنا تخنقنا ... تتركنا شبقا مرميا نلتحف ضفاف الأرض.. تكشفنا من غير سماء. *** يا هذا الوقت العبثي ترفق بأنين الأطفال.. ترفق... يا هذا الطافح من شهوات المقهورين.. ترفق يا موت ترجل عن خيل الشام.. وعجل برحيلك يا ليل الغرباء. [email protected]