الأصل في أي عمل ثقافي أو درامي أو فكاهي أن يبنى على العديد من الأسس الهامة التي من أهمها توافقه مع القيم والأخلاق المستمدة من ديننا الإسلامي وعدم مخالفته للعادات والتقاليد التي تربينا عليها بمجتمعاتنا المحافظة، وإلا فقد قيمته وأهميته وأضحى غير محقق للأهداف المرجوة منه، على أن الربح المالي أو الاستثماري أصبح هو الطاغي في هذا العصر على مستوى المجتمعات قاطبة وليس لدينا فحسب بالرغم من أنه بات مرضا يهدد كل عمل إيجابي ويحرفه عن مساره الإيجابي المنشود. والمتابع لكثير من الإنتاج الفني الذي استهدف مجتمعنا في شهر رمضان الماضي يلاحظ عن كثب مدى الحالة المتردية التي وصلت إليها، فبعضها جنح لإثارة قصص يرى أنها تحاكي بعض السلبيات السلوكية أو الأخلاقية بمجتمعنا ولكنه وظفها وعالجها بطريقة سلبية للأسف حيث صور المجتمع وكأنه قطعة من الفساد الذي لا تحكمه مبادئ ولا مثل ولا قيم وأفراده لديهم الاستعداد للانحراف أو الانجراف تجاه أي سلوك سلبي بلا رادع، وهذا أمر مرفوض وغير مقبول لمخالفته لواقعنا ولمبالغته في المعالجة وتصويره الأمور بطريقة مغايرة للواقع أساءت ولم تحسن بل زينت السلبيات السلوكية ولمعتها وروجت لها لدى المتلقي خاصة الشباب والمراهقين الذين يتأثرون وينهرون ويقلد البعض منهم هذه المشاهد، ولم تسلم الأعمال الفكاهية أو المعنية بإدخال البسمة على النفوس من ذلك الإخفاق، حيث خرج الأمر عن هدفه العفوي إلى التهريج وخفة العقل والتكلف الشديد في انتزاع الضحك ولو بأساليب غير موفقة وكلمات وجمل تسيء لموروثنا الثقافي والأخلاقي يؤذي أبناءنا وبناتنا خاصة الصغار منهم ولم يكن حال بعض الأعمال التاريخية بخير مما سبق، فقد لاحظنا كيف تم العبث بتاريخ الأمم والشخصيات بطريقة متعمدة أو غير متعمدة لأهداف مختلفة منها الجهل أو قلة المعرفة والتتبع للتاريخ الإسلامي والأممي أو غير ذلك، وفي خضم الانتقاد لما سبق من تهريج لنتطلع إلى تدخل الجهات المعنية والمؤسسات والشركات التي تنتج مثل هذه الأعمال أن تراعي ما تم رصده ونقده على نطاق واسع للحد من هذا الغثاء بعيدا عن التركيز على الربح أو العائد المالي. خاتمة .. قال الشاعر: متى يرعوي عن سيئ من أتى به إذا لم يكن منه عليه تندم