يرفض الكاتب الصحفي خالد السليمان البرامج الفكاهية التليفزيونية "عندما تخرج عن إطار الفن إلى التهريج، ويتحول فيها النقد إلى انتقام، والسخرية إلى استهزاء". ودون الإشارة إلى برنامج بعينه، يقول السليمان في مقاله "مهرجو رمضان" بصحيفة "عكاظ": إن "توظيف البرامج الفكاهية التلفزيونية لانتقاد المشاهير أمر مقبول بل ومطلوب عندما يلتزم خط النقد المصداقية والموضوعية والإنصاف في قوالب فكاهية لا تتجاوز فيها المبالغة المطلوبة كوميدياً الخط الفاصل بين الصدق والكذب، لكن عندما يتحول النقد إلى انتقام، والسخرية إلى استهزاء، يصبح ذلك فجوراً في الخصومة!"، ثم يعرض الكاتب رؤيته لدور الفن ويقول: "إن الفن كما يتحدث الفنانون يحمل رسالة سامية تعزز القيم الإيجابية في المجتمع وتعمل على الارتقاء به، فأي رسالة يعبر عنها الفن عندما يتحول إلى وسيلة لإثارة المجتمع واستفزازه أو تقويض قيمه والهبوط بذائقته؟!"، ثم يرصد الكاتب واقع الفن الآن ويقول: "مما شاهدته عبر اليوتيوب من برامج رمضانية مكررة في أفكارها وأهدافها ولغتها وسخفها وأداء مهرجيها، لا يبدو أنه فاتني أو سيفوتني شيء!"، ويذكر الكاتب بتراث الكوميديا العربي ويقول: "في كل مرة أشاهد فيها أداء الفنان الراحل نجيب الريحاني في أفلام الأمس، أتساءل إن كان كوميديو (الغفلة) بأفلام ومسلسلات وبرامج اليوم قد شاهدوها ليميزوا بين الكوميديا والتهريج! فقد كان نجيب الريحاني في أفلامه ينتزع الضحكة من المشاهد بعفوية ودون أن يحتاج لتغيير ملامح وجهه أو إطلاق الشتائم أو التصرف كمهرج!"، وينهي السليمان مؤكداً أنه "عندما يلجأ الكوميدي للتهريج والاستهزاء والتهكم لانتزاع الابتسامة، فإن ذلك دليل على فقر الموهبة وضعف الأداء وعجز القدرات!".