السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية شريك في محاربة الفساد المالي والإداري

يرى المشاركون في منتدى «عكاظ» الذي خصص لمناقشة أهداف كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، أن الصدق والأمانة قيمتان أخلاقيتان بفقدهما سيتعرض المجتمع لمشكلات لا يمكن حصرها، ويندرج تحتها الفساد المالي والإداري، وبعض الكوارث التي أزهقت الأرواح والممتلكات.
وتناول كتاب «عكاظ» في حضور وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور أحمد نقادي والمشرف على الكرسي الدكتور سعيد الأفندي، وعدد من أعضاء هيئة التدريس، جملة من المواضيع المتعلقة بفكرة الكرسي وأهدافه التي أسس من أجلها، والمعوقات والتحديات التي تواجه تحقيق تلك الأهداف، والحلول الممكنة لتجاوزها.
وحصر المشاركون عددا من القيم الأخلاقية التي سيعمل الكرسي وبتركيز على معالجتها، وأكد وكيل الجامعة على ضرورة الشراكة الاستراتيجية مع مؤسسات المجتمع للوصول إلى رؤية مشتركة من خلالها يتم تعزيز القيم الأخلاقية الإيجابية في عقول الناشئة والشباب، بالإضافة إلى ضرورة تسخير الإعلام كوسيلة لإيصال الرسالة والأهداف لهذا المشروع البحثي ذي الأهمية البالغة في مجتمع يعد الأول بين المجتمعات الإسلامية، ومن الأحرى أن يتصف بقيم أخلاقية ذات قيمة.
وطرح المشاركون في المنتدى، عدداً من التساؤلات، حول انحسار القيم الأخلاقية في المجتمع السعودي، بالإضافة إلى تساؤلات حول التعريف المحدد للقيم الأخلاقية،
في بداية المنتدى، رحب رئيس التحرير محمد التونسي بالحضور وقال: نحن في حاجة للقيم الأخلاقية ليس في الفكر والتصرفات اليومية ولكن في مسائل نعاني منها في المجتمع، وأضاف «نحن أكثر المجتمعات حاجة لمثل هذه الكراسي خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة»، وزاد رئيس التحرير: «عكاظ» المؤسسة والصحيفة تسعد باستضافتكم وتنظيم حلقة النقاش حول واحد من أهم الكراسي والعمل على نشر رسالته النبيلة لتصل إلى مختلف شرائح المجتمع.
وعبر وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور أحمد نقادي عن شكره وتقديره لصحيفة «عكاظ» على تبني الندوة التي خصصت لكرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية، وقال «هذا ليس بمستغرب على صحيفة «عكاظ» ذات الانتشار الواسع داخليا وخارجيا، وذات السمعة النظيفة من خلال طرحها وتناولها لكل ما يهم الوطن والمواطن»، مشيرا إلى التواصل البناء بين جامعة المؤسس و«عكاظ» والذي يأتي ضمن الأطر والتواصل التي يسعى الجميع لتحقيقها.
وأضاف الدكتور نقادي أن الكراسي العلمية في جامعة الملك عبدالعزيز تحظى باهتمام كبير من إدارة الجامعة، ممثلة بمعهد البحوث والاستشارات، وهو الجهة المناط بها خدمة الكراسي العلمية، ووكالة الجامعة للإبداع المعرفي، لافتا إلى أن الجامعة عندما تتبنى كرسيا علميا يعتبر مسؤولية كبيرة أمامها وواجبا وطنيا، وعندما يثق الرجل المسؤول بالجامعة ويطلب دعم الكرسي ويكون باسمه فإن ذلك مسؤولية كبيرة على الجامعة ولا بد أن تكون على قدر كبير من المسؤولية.
وأضاف نقادي «قبل بدء عمل أي كرسي علمي تعد له برامج مسبقة ملتزمين بتنفيذها في مدة الكرسي سواء كانت 3 أو 4 أو 5 سنوات وهناك متابعة مباشرة من مدير الجامعة الدكتور أسامة طيب، ولجنة علمية برئاسة وكيل الجامعة مهمتها متابعة التقارير اليومية، إضافة لمشرف الكرسي وفريق العمل وأستاذ كرسي».
وبين أن في جامعة الملك عبدالعزيز 25 كرسيا يتقدمها كرسي الأمير سلطان لقضايا الشباب، كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية، كرسي الأمير خالد الفيصل للاعتدال السعودي، وكرسي الأمير تركي بن ناصر للبيئة.
من جانبه عرض مشرف كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية الدكتور سعيد الأفندي أمام المشاركين فكرة الكرسي، وقال بأن وفدا برئاسة مدير الجامعة ووكيل الجامعة للإبداع والمشرف شرف بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز لتقديم عرض حول مركز البحوث الإنسانية والاجتماعية في الجامعة، وكانت ليلة لا تنسى جمعتنا برجل كريم استمع لعرض عن مركز البحوث الاجتماعية، ووافق على تغيير مسمى المركز إلى مركز الأمير نايف للبحوث الإنسانية والاجتماعية، وبعد أن انتهينا من العرض تحدث الأمير نايف طويلا عن القيم الأخلاقية في المجتمع وما تمثله من قيم فاضلة وكيف نستطيع أن نحافظ عليها ونعززها في نفوس أبنائنا في ظل هذه المتغيرات، وكيف يمكن نشرها في العالم، وتلقفت الجامعة هذه الفكرة وتقدمت بفكرة إنشاء كرسي يعنى بالقيم الأخلاقية في مثل هذه الأيام من رمضان العام الماضي.
وأشار الدكتور الأفندي إلى أن المخاطبات تأخذ وقتا طويلا للرد، ولكن فوجئنا في تاريخ 16/10/1431ه في ندوة الأمير خالد الفيصل للاعتدال عندما دخل الأمير نايف القاعة ووجه بالإعلان عن إنشاء كرسيه للقيم الأخلاقية.
عبده خال
• تعلمنا منذ الصغر أن الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، ونعلم جميعنا أننا نعتنق دينا يقول الرسول الكريم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ونحن في مجتمع يدعي أنه يسير حذو القذة بالقذة بتعاليم الإسلام، وأن نشعر بنقص في الأخلاق تصبح مشكلة كبيرة فيما نتعلمه أو فيما يبث من قيم وأخلاق، ولا أريد أن أتحدث عن المشكلات التي طفحت في المجتمع، وانحسار القيم الأخلاقية الإيجابية وتفشي القيم السالبة، السؤال: كما نعلم جميعا أن الأخلاق متسعة بشكل إنساني ولا تحتكم إلى دين ولكن تحتكم على المفاهيم القيمية التي تبثها جميع المجتمعات وبالتالي لكي تعيش مع الآخرين في الإطار الإسلامي الكبير، فكيف لكم أن تحاجوا من يقول لكم على سبيل المثال الولاء والبراء، كأن يقف أحدهم ويقول بأن حدودكم تقف عند المسلمين وغيرهم لا يعنينا، واختلاط الموازين ما بين القيم الأخلاقية من المجتمعات المختلفة المرسل والمستقبل اختلفت كثيرا فهل حقا أن المسألة ستكون إنسانية؟
وكيل الجامعة
أتفق معك تماما بأن القيم الأخلاقية هي نفسها في كل المجتمعات، ولكن نتميز في هذه البلاد أن القيم الأخلاقية منبعثة من الدين الإسلامي، وهذا بالتالي يؤكد موقفنا منها، وحجتنا ومجادلتنا واضحة تماما، ونحن عندما نتحدث عن القيم الأخلاقية يجب أن نستعين بالشريعة الإسلامية لتأكيد موقفنا، وهذا لا يعني أن هذه القيمة مقتصرة على السعوديين فقط، بل إن موقفنا قوي كوننا نستمد ذلك من ديننا، وسنذهب خلال السنوات المقبلة لدول أخرى مثل بريطانيا وأمريكا لعقد ندوات محورها القيم الأخلاقية، بهدف الاستماع للآخرين، فليس هناك إملاء معين، الإملاء الوحيد أن قيما غير جيدة منتشرة لا بد أن نجد صيغة للتعامل معها، وهناك سؤال دائم: ما هي القيم الأخلاقية التي نفتقدها، وبالتالي وبصراحة لن نستطيع معالجة كل القيم الأخلاقية، ولكن سيكون لدينا برنامج سنوي.
د. صالح بن سبعان
• لماذا انحسرت القيم الأخلاقية في مجتمعنا، وتفشت قيم بعيدة عن قيمنا التي تربينا عليها، ولماذا لا نعترف بوجودها، ونرسخ ضرورة إصلاح أنفسنا، ثم ما هو دور الجامعات في إصلاح ما يمكن إصلاحه؟
إحسان طيب
• الكرسي يواجه عددا من التحديات الكبيرة والمسؤوليات المستقبلية يأتي في مقدمها زيادة معدلات الفساد الإداري والمالي، التناقضات من مدعيي القيم الأخلاقية على أنهم يسعون لعمل الخير كبناء المساجد لكنهم في الأساس جمعوا الأموال بطرق غير مشروعة، الأمر الذي جعل الطفل يعيش بينا في حالة من عدم التوازن، ومن التحديات التي تواجه الكرسي غياب الجمعيات التي تعتبر أذرع عمل للكرسي، والأخطر من كل هذه التحديات، القنوات الفضائية وما تحتويه من برامج ومسلسلات، فكيف سيواجه الكرسي هذه التحديات؟
منى المالكي
• عندما تلقيت الدعوة من صحيفتي «عكاظ» وقفت كثيرا أمام عنوان كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية، فقلت ماذا سيقدم ونحن نعلم جيداً أن هذه القيم الأخلاقية من بر الوالدين وحقوق الجار والصدق والأمانة وغيرها، من القيم التي سيقوم عليها الكرسي، وهي تدرس لطالباتنا في المرحلة الابتدائية، وبحكم عملي في سلك التربية والتعليم أجد أن هناك تركيزا لتلك القيم في جميع المواد، ومع ذلك احتجنا إلى أن يكون هناك كرسي للقيم الأخلاقية في الجامعة، ومن القيم التي أعجبتني وذكرها الدكتور سعيد التفاعل الإيجابي مع الآخر، فأعتقد أن هذه القيمة هي التحدي الحقيقي للكرسي وهذه القيم التي نحتاجها، فإذا كانت الطالبة أو الطالب منذ المرحلة الابتدائية يدرسون حقوق الجار، ولم نجد لها صدى عند أبنائنا بل هي قيمة مفقودة من الكبار أحيانا، فماذا سيقدم هذا الكرسي؟ قيمة مهمة فقدتها الجامعة بنفسها وهي أن تكون قائدة للمجتمع، ولكن للأسف أصبحت الجامعة تقدم ما يطلبه المجتمع، تسير خلفه ومعها المؤسسات الاجتماعية ونلخص ذلك في الأندية الأدبية، وقد يكون ذلك عوائق تواجه الكرسي، ثم ماذا سيقدم الكرسي من خلال الرحلات العالمية؟ هل سنستفيد من الآخرين في كيفية الحفاظ على قيمهم، ومن وجهة نظري فإن التحدي الحقيقي الذي يقف أمام الكرسي هم فئة الشباب، فماذا ستقدم الكراسي البحثية لهم، خاصة وأنهم لا يستمعون إلا لأنفسهم وأصبحوا في جزيرة مستقلة يرفضون من يقدم لهم أي فكرة أو ملحوظة.
وكيل الجامعة
ندرك التحديات الكبيرة التي تواجه كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية والكراسي الأخرى ولعل التحدي الأكبر ماذا ستقدم للمجتمع؟ فبعيدا عن الكراسي الطبية والهندسية، نجد بأن كرسي الأمير نايف يواجه تحديا صريحا وهو لماذا الانحسار في القيم الأخلاقية أو تفشي القيم السلبية في المجتمع، ولكن السؤال هل يستطيع الكرسي تغيير المجتمع في أربع سنوات؟ بكل تأكيد الإجابة: لا، ولكن نريد أن نتحقق من معلومة واحدة وهي مشاركة جميع الجهات المعنية لوضع اليد على المشكلة أولا، وسنبحث عن مشاكل المجتمع من خلال عناصر البحث في الكرسي، ونعلم أيضا أننا نعلم أبناءنا بدء من المرحلة الابتدائية القيم ولكن ما يتم تلقينه لهم يختلف تماما عن الواقع، جميعنا نتمنى أن يكون مجتمعنا صالحا، وهناك دراسة لقياس الوضع الحالي، وبعد أربع سنوات ومن خلال استخدام عناصر الكرسي سنصل إلى نتائج طيبة بإذن الله، وهناك جهتان مهمتان، للكرسي شراكة حقيقية معهما، وهما وزارة التربية والتعليم ورعاية الشباب. والسؤال ما هي أكثر القيم انحسارا في المجتمع؟ نجد أن ليس كل القيم انحسرت، ونحمد الله نحن بخير ولسنا سيئين، ولكن ولأننا مجتمع إسلامي فمن العيب أن يكون للمملكة ثقلها في العالم الإسلامي ومجتمعها يعاني من انحسار بعض قيمه.
المشرف على الكرسي
أتشرف بأنني أتولى إدارة مركز الأمير نايف للبحوث الاجتماعية، وأقولها بصدق لا يمكن لنا أن نكون مجتمعا فاضلا «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين»، ومن طبيعة المجتمع هناك من السلبيات والقصور والفساد المالي والنزعة المادية وفجوات ثقافية، ومن أجل ذلك كانت المبادرة بإنشاء كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية لدراسة مثل هذه الظواهر، فأحد الزملاء أشار إلى أنه لا يجب أن تكون هناك بحوث نظرية، واتفقنا من البداية على ذلك فجميع الأبحاث ميدانية، وهناك استبيانات للوصول إلى النتائج التي تساعد بعض الجهات، فمثلا نذهب إلى وزارة التربية والتعليم ونضع أمامهم السلبيات التي يمكن التركيز عليها، أيضا هناك 120 ألف مبتعث نعمل على رصد الظواهر والتغيرات القيمية أو الأخلاقية ومن ثم دراسات وبحوث في هذا الجانب ونقدمها إلى الجهات التي نعقد معها شراكات لتتولى هذه المسؤولية.
إحسان طيب
• الكرسي يجب أن نركز على الصدق مع النفس ومع الآخرين؟
د. محمد خضر عريف
• الحقيقة قد أكون الأوفر حظا من بين الحاضرات والحاضرين للحديث عن كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية، بحكم أنني عايشت الفكرة منذ كانت حلما إلى أن أصبحت حقيقة، وبحكم أنني أستاذ في كلية الآداب وقريب من وكيل الجامعة والمشرف على الكرسي لا أخفيكم لا نشك في أنه سيصل للهدف الذي أنشئ من أجله، وما يقال عن أن الكرسي سيعالج مشكلات الأخلاق في المجتمع غير صحيح لأن الكراسي العلمية عبارة عن وحدات بحثية مرهونة بوقت معين ولها أهداف محددة وتشرف عليها جهات أكاديمية، والحمد لله قدر الله أن تكون الجامعة وهي أكثر الجامعات احتضانا للكراسي العلمية ومعظمها تهتم بالجانب الاجتماعي والأخلاقي. فلا يمكن أن نحصي كل الأخلاق في مجتمعنا وهي كثيرة، وأؤكد أننا لا نمثل المدينة الفاضلة لأن لكل مجتمع ثغرات، وبلادنا ومجتمعنا بخير، وحينما نقارن أنفسنا بمجتمعات أخرى نجد البذرة والوازع الديني والحياء موجودا عند كثير من الناس، فأتمنى التركيز على جانب التربية التي تشمل الصدق والوفاء بالعهد إلى آخره.
سعيد السريحي
• ذكرت أننا لسنا مجتمعا فاضلا وهذا صحيح، ولكن خلال العشر سنوات التي مضت وبعد أن خضنا حربا شرسة مع التطرف والإرهاب، بدأنا معركة أكثر شراسة مع الفساد المالي والإداري في كارثة جدة، وبالتالي يبدو لي أننا في حاجة لنقنع الناس بأننا لم نصبح مجتمعا من الشياطين.
عادل المالكي
• تفضل الدكتور محمد خضر عريف وقال بأننا بدأنا بالتعليم قبل التربية، وأعتقد أن هناك ما هو أهم من ذلك، بدأنا بالكشف الطبي الخاص بالزواج قبل إعطاء جرعة لتنمية القيم عند بناء الأسرة، وأعتقد أن موضوع القيم وتنميتها عملية تراكمية تبدأ ما قبل الأسرة ومن ثم الأسرة والتعليم، هل هناك نية للكرسي في إعطاء جرعات في القيم من خلال دورات أو عاقدي الأنحكة للشباب، السؤال الثاني: ما هو دور الكرسي تجاه الأسرة بعد بنائها، وهل سيكون هناك ضوابط في اختيار المعلم الذي هو القدوة، ثم ألا ترون بأن قناة إعلامية خاصة ببث القيم الأخلاقية أصبحت مطلبا يتماشى وأهمية الكرسي؟
وكيل الجامعة
لا أخفيكم نريد الخروج من هذا الملتقى بكثير من الرؤى والأفكار، وأتفق معكم أن التربية تعد أمرا مهما جدا، وتنظيم كرسي الأمير نايف لدورات أخلاقية والمشاركة في وضع ضوابط لاختيار المعلم، أؤكد لكم بأننا سنعمل على كل ما يخدم أهداف الكرسي تجاه القيم الأخلاقية، وقد بدأنا بالفعل في تنظيم دورات توعوية مجدولة على مدار الأربع سنوات المقبلة التي أتمنى أن لا تكون نهاية فترة الكرسي.
عبد الله آل هتيلة
• تتحدثون عن برامج توعوية والزملاء يشيرون إلى المشاركة الفعلية في وضع الضوابط، هل مسؤولية الكرسي توعوية فقط أم تقديم مقترحات، أم وضع الضوابط لمواجهة بعض الاختلالات؟
وكيل الجامعة
في جامعة الملك عبدالعزيز ثلاثة كراسي متداخلة ومرتبطة بموضوع الشباب وهي كرسي الأمير سلطان للشباب وقضايا الحسبة، كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية، وكرسي الأمير خالد الفيصل للاعتدال، جميعها تهدف إلى معالجة حالة في المجتمع وهي القيم الأخلاقية سواء في قضايا الشباب أو الحسبة أو الاعتدال أوالقيم الأخلاقية، فلا بد من شراكات حقيقية مع وزارة التربية والتعليم كشريك أساسي، ومن خلال هذا المنتدى أعلن أن اتفاقية ستوقع قريبا بين وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله ومدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب.
د.أميرة كشغري
• أهنئ الجامعة بالكرسي الجدير بالإشادة لسببين، الأول كسر الاحتكار للكراسي التي كانت مقتصرة فقط على التخصصات الطبية وتحولها للاهتمام بالجوانب الإنسانية، والأمر الثاني أن الكرسي يضعنا أمام تحديات إنسانية وثقافية، البحث فيها يكون أكثر عمقا وأكثر حساسية، وأتمنى من خلال الموقع الإلكتروني للكرسي أن يبدأ بتعريف القيم الأخلاقية كموضوع كبير من الضروري أن يكون لدى جميع الفئات فكرة عنها، ولا بد من التفريق بين أن القيم نابعة من الذات والأخلاق نابعة من الممارسات، وأن كل المجتمعات مجتمعة على القيم.
وسأطرح عددا من المقترحات ليصل الكرسي إلى أهدافه أوجزها في ثلاث نقاط وهي: البعد عن التنظير والمثالية وأن لا نبدأ بمسلمات ثابتة، بل مواجهة الواقع ببرامج علمية وأبحاث في مختلف التخصصات والتوجهات، بمعنى أن لا يقتصر البرنامج أو البحث على أساتذة من تخصص واحد، لنخرج ببحث ميداني يعزز السلوك بعيدا عن التنظير.
اعتدال عطيوي
• كثير من الجوانب لا بد من توضيحها في ما يتعلق بالقيم الأخلاقية، وأن نحدد ماذا نريد، وما هو تعريفنا للأخلاق، وهل هي الأخلاق الإسلامية أم الأخلاق التي تستوعب المتغيرات المعاصرة، وأؤكد لكم أن من ضمن التحديات التي تواجه الكرسي استيعاب القيم المعاصرة، وأتفق مع الجميع أن التربية أهم الشراكات التي يجب أن يبنيها الكرسي، وبحكم عملي في وزارة الصحة كمسؤولة اجتماعية وجدت أن الأسرة أهم لبنة لبناء مجتمع جيد، وهنا نتساءل لماذا جميع برامج الرئاسة العامة لرعاية الشباب موجهة للذكور فقط متجاهلة الإناث، ثم هل الشراكات القائمة استشارية أو ملزمة؟ وهل دورها توعوي نصحي أم ملزم؟
عبد الله دراج
• رسالة الكرسي هي تعزيز القيم في المجتمع وتفعيلها بأساليب عصرية ووسائل منهجية مناسبة، أتصور أن التحدي الأصعب أمام الكرسي هو إعادة تقييم القيمة الاجتماعية، فكثير من القيم الاجتماعية مبالغ في قيمتها وأدى ذلك إلى الكثير من الظواهر الاجتماعية التي يعيش فيها المجتمع، الستر، عدم إفشاء السر، إيواء الطريد، إيواء الملهوف، إطعام البائس الفقير، التسول، إيواء الإرهابيين، وعدم احترام الكبير، أدت إلى جيل منهزم منكسر.
الدكتور محمد الدوعان
الموضوع مهم جدا ومؤثر في حياتنا العلمية والعملية، والرسول الكريم قال «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» خلاصة القول كيف نفعل دور هذا الكرسي لأن هناك فرقا بين النظرية والتطبيق، وحقيقة نحن دائما ما نتكلم ونتحدث ولا نؤثر في المجتمع، ونحن مجتمع مستهدف والشباب مستهدف والمؤثرات والمغريات كثيرة وبالتالي تؤثر على المجتمع، والآن عندما تتحدث مع الشاب تجده منشغلا بأمور أخرى، لاسيما دخولنا في عالم العولمة وهو عالم ظالم جدا، وأصبحت الحاجة كيف نعزز هذه القيم، ونحن افتقدنا الكثير من القيم، والتعاملات أصبحت مختلفة وكيف نعود إليها مرة أخرى، وكيف على أقل تقدير أن نعود إلى القيم التي تربى عليها أباؤنا، وهناك بحوث ودراسات لم تفعل وأرى أنه من الممكن تفعيلها، وأؤكد على دور الإعلام وهو مؤثر جداً، والجامعة من أهدافها نقل هذه الثقافات إلى المجتمع وكيف تنقل لهم بكل سهولة، والسؤال كيف ننقل مخرجات هذا الكرسي وغيره من الكراسي إلى المجتمع.
والسؤال، كيف نحافظ على القيم الأخلاقية، وأن نبتعد عن البيروقراطية، ووضع آليات لتفعيل هذا العمل والجهد موجود والكل حريص على خدمة المواطن والمتجمع ويجب أن يكون لنا دور جميعاً.
الدكتور سعيد السريحي
• اسمحوا لي أن آخذ إنشاء الكرسي في سياق ثقافي اجتماعي، حيث أنشئ عام 1431ه في جدة ، لا أستطيع أن أفصل الكرسي عن أزمة أخلاق عاشتها المدينة التي احتضنت الكرسي قبل إنشائه بستة أشهر وثم تكررت بعد ستة أشهر أخرى وهي أزمة أخلاقية، وأنا أمام كرسي معني ويناقش القضية الأخلاقية.
أعتقد أن الكرسي هو تعبير عن أزمة أو التعبير عن رغبة في حل الأزمة ولو لم نضع الكرسي بهذا السياق كان بإمكاننا أن نصنع الأوليات ونبحث عنها، والتي من الممكن أن يواجهها الكرسي، وإذا ما وضعنا الكرسي في هذا السياق الذي ظهر فيه في هذا التوقيت وفي هذه المدينة أعتقد أن المشكلة أكبر من بعض القيم والقضايا الأخرى، وأكبر من أبجديات الأخلاق التي تعلمنا إياها في المدارس، فالكرسي حينما يتصدى لحل أزمة فعليه أن ينظر إلى القيم الأخلاقية الكبرى التي لو راعيناها ما وقعت الأزمة التي ظهرت في جدة، فالقيم التي نحتاجها هي: الصدق والأمانة، والكارثة التي حدثت تحتاج إلى هذه القيم ونتوقع من الكرسي أن يتصدى لها .
المشرف على الكرسي
الكراسي البحثية هي منحة من شخصية في مجال معين ومن خلال المنحة يبدأ الكرسي بتمويل برامجه من خلال الدعم المادي من صاحب الكرسي ولكن في ظل محدودية المبلغ، لا يمكن عمل كل شيء، والدكتور محمد خضر عريف هو موجه وشريك في كل أنشطة الجامعة سواء في الكرسي وغيره من البرامج وهو حث على التربية وهو شخصية تربوية وسيكون هناك اهتمام بالجوانب التربوية، وأؤكد أن ما تفضلت به الدكتور أميرة كشغري في ما يتعلق بالبعد عن التنظير والمثالية ليس من نهج عمل الكرسي لأننا نعتمد على البحث الميداني وورش العمل في الجامعة يحضرها خبيرات وخبراء في جميع التخصصات، أيضاً ما ذكر عن أن برامج الرئاسة العامة لرعاية الشباب تتجاهل الأنثى نعم المرأة مهملة لكنها من اهتمامات كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية.
وكيل الجامعة
الإعلام هو الشريك الاستراتيجي للكرسي ولجميع الكراسي التي تهدف إلى خدمة المجتمع وملتقى «عكاظ» أعتبره نواة شراكة بين الإعلام والكراسي وأنا هنا لا أتحدث عن الصحافة فقط وإنما جميع وسائل الإعلام، وبصراحة الإعلام المرئي هو من أخطر ما نواجهه ولو قيمنا بعض البرامج والمسلسلات والمشاهدة من قبل الشباب لوجدناها تظهر السعودي في أسوأ حالاته، لذلك المطلب هو الوصول إلى الشباب وتوعيتهم، ليس في الداخل وإنما حتى مبتعثونا في الخارج سنذهب إليهم بعد البحث عن الأدوات المناسبة في الكرسي للعمل من خلالها لمواجهة الثقافات المختلفة التي لا تتناسب مع القيم الإسلامية، وأعتقد أن خلاصة الحديث، حول ما ذكره الدكتور سعيد السريحي وما يتعلق بالاهتمام بقيم الصدق والأمانة، فالأزمة المالية العالمية هي أزمة أخلاق، وكارثة جدة أزمة أخلاق، والعلاقة بين الرئيس والمرؤوس أزمة أخلاق، ونحن نريد معرفة ما الذي أوصلنا إلى هذا الحال، وهناك أولويات للقيم، نريد أن نتعاون جميعاً وأن نكون شركاء في هذا الكرسي.
المشاركون في الملتقى
جامعة الملك عبد العزيز
وكيل جامعة الملك عبد العزيز للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور أحمد نقادي
المشرف على كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية الدكتور سعيد الأفندي
المشرف العام على المركز الإعلامي في الجامعة الدكتور شارع البقمي
أستاذ اللغة العربية الدكتور محمد خضر عريف
الدكتور محمد الدوعان
الكاتبات والكتاب
أميرة كشغري
اعتدال عطيوي
عبده خال
صالح بن سبعان
منى المالكي
إحسان طيب
أسرة تحرير «عكاظ»
سعيد السريحي
عبد الله آل هتيلة
عبد الله دراج
عادل المالكي
سعود البركاتي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.