أعدي لي قوارب للنجاة (1) مقولة قلتها في الفائتات بشعر قد نشرت لدى عكاظ (2) أتى يوما لكم بالمنذرات وقدمت النصيحة تلو أخرى بإخلاص النوايا النيرات ووجهت الخطاب لعل جيلا سينهض شامخا خلل الرفات ولكني أرى عنتا وجهلا يقود جحافل للمهلكات يوجههم إلى الإهلاك طيف بأزياء النفوس الصالحات ومن سبر الحقيقة بات يدري بما كانت لنا في الخافيات وكم للكذب من حبل قصير بأمثال الشعوب السائرات *** ولما لم نجابههم جميعا وأوكلنا إلى بعض الثقات تركنا للغوارب أمرَ حبلٍ فسار الحبل فلك البغاة يقودون الشباب وهم عقول طريات تعوز إلى الثبات عقول لم تحز علما مكينا فتمشي في الدروب الصائبات تقود معاركا من غير رشد على نهج الخوارج والغلاة مغرر بالجنان وبالسبايا فأرسل للمنايا الماثلات *** عداوة الحياة كأن ديني ومنهاجي طريق للممات فما دين «الدراكل» بعض ديني وما ديني حبيب المشنقات وما ديني تعطشه دماء تسيل من المغارب للفرات وما ديني رؤوس فوق رمح ولا ديني جهاد القاصرات ولا ديني التشدد في قضايا خلاف بين أسلاف سماة فديني رحمة عملا وفكرا بآيات الكتاب المحكمات *** ونحن الآن في زمن قبيح وينذر بالخراب وبالشتات ولا عملا وجهدا سوف يجدي سوى فكر العقول المجمعات *** وحذرَنا المليك بكل صدق بألفاظ الوضوح الكيسات وإن كانت صرامته لأمر يشير إلى الخطوب الداهمات فلا عذر وأنذرنا شفيق علينا من دهور كالحات وأنذرنا وقبل أتى إلينا حكيما بالقضايا المصلحات فأمطرنا بإصلاح مضيء وبالنظر السديد وبالهبات جدير أن نسير على هدى من سليل المجد من نسل الدهاة وننأى بالمسامع عن فريق يؤطر للقضايا الخائبات *** تحتم أن تكون لنا جميعا جهود لا تهادن في السبات جهود لا تهادن في «الكسالى» خصوصا أينما كسل «الدعاة»