عندما كان يدرس الصيني «لي يونج» في ألمانيا قدم تعبيرا رمزيا للإنسان الشرقي، والإنسان الغربي في عدة جوانب حياتية بشكل دقيق من وجهة نظره، ولكنه لايعلم حقيقة الشرقي التي نعرفها جيدا. فيرى «لي يونج» أن الشرقي يتهرب من رأيه مباشرة، والغربي يقول رأيه مباشرة، والحقيقة الغائبة أن الشرقي يخاف على مصالحه، وكيفية تعاطي الآخرين لرأيه فتجده يراوغ كثيرا..! ويرى أن الشرقي يعمل ضمن جماعة، ولديه تكاتف اجتماعي، وشبكة تواصل معقدة، وهذه ميزة..بينما الغربي يعمل لوحده ولديه صداقات محدودة.. والحقيقة الغائبة أن الشرقي تربطه القبيلة والجماعة فضلا عن الدم، وكذلك الصداقات الإليكترونية الواسعة عبر «الفيس بوك، وتويتر، ووسائل التواصل الحديثة...إلخ» كذلك يفند قائلا: عندما يغضب شخص من آخر تجد الشرقي مسرورا لغضب الآخر الذي يحاوره، بينما الغربي ينزعج ويحاسب نفسه، ويبدأ في الحوار والنقاش المقبول، والحقيقة الغائبة أن الشرقي يحاول رد القادم إليه فيسبقه لإغضابه قبل غضبه. ويرى صديقنا «لي يونج» أن الغربي يرى أن الوقت ضرورة ملحة، والعربي لايمثل لديه هاجسا مؤرقا، والحقيقة الغائبة أن الشرقي لديه حفريات، وطرق متكدسة، وتحويلات ملتوية، ومستنقعات مجهضة، وأرصفة تعاني من البطالة والفقر، والبحث عن رغيف حياة. ويختم حديثه بأن الغربي يهتم بالنظام، ومهما كان منتظرا سيضمن له حقه، ومدة انتظاره، والعربي يتأفف ويتضجر، ويلاحظ هذا في طوابير الانتظار، والحقيقة الغائبة أن الشرقي يعاني من الواسطة، وتكفى، والجو الحار، والزحام، فضلا عن عبارة (الدوام خلاص، والموال المتكرر..راجعنا بكرة..)، والمستحدث السستم عطلان.