لا أعتقد ان مواطنا لم يأتِ له يوم ويسمع " السستم " عطلان " اي النظام الكمبيوتري " لإنجاز الاعمال سواء في وزارة او هيئة او بنك او سفارة او ملحقية ، ويعتبر هذا شيئا طبيعيا حين يكون نادرا او قليل الحدوث لا قاعدة ثابتة مستمرة ، فسنقبل هذا العطل حين يكون نادرا ، ولكن نجد هذا " السستم " العطلان كثيرا ومتكررا الآن ، فقد تجد هذا النظام بالبنوك وهو كثير الحدوث ومعنى كثير ان تصادفه كل مرة من ثلاث مرات برأيي ، وقد يحدث بمطار الرياض او جدة في سير الحقائب كما حدث مؤخرا في جدة وراكم كما هائلا من " العفش " في المطار وتسبب وساعد على نشوء ازمة ، حين تتعطل الأنظمة في الجهات الحكومية او الهيئات او اي جهة ، فهي اشارة على ان هناك خللا ، سواء في البرامج أو الأجهزة او المبرمج او المشغل او المستخدم الى اخره . لكن ما اثار كثيرا لدي هو مشاكل الطلاب المبتعثين بامريكا " مثلا " والسبب ماذا ؟ انهم يتحولون الى " سستم " جديد فتعطلت رواتب الطلاب ومتابعتهم وتخصصاتهم وجداولهم وغيره كثير ، والان وحاليا هناك معاناة كبيرة للطلاب لم تتوقف لليوم حتى تدخل الملحلق التعليمي والذي أقر بالمشكلة ، وكل السبب " السستم " الغريب لدي ان لا يوجد مقصرون فتحولت المشكلة لاجهزة الكمبيوتر و " السستم " واصبح الطالب بأمريكا وهي قارة مترامية الاطراف لا ينجز عمله او مطالبه الا بحضوره الشخصي ، ووصل حال الطلاب الى وضع سيىء كما وصلني كثير من الشكوى وصرح بها الملحق ، والبعض ايضا يحول المشكلة لملحقيات آخرى بدول الابتعاث و ونعود ونقول " السستم " فاذا كانت هذه التي تقود العالم في " السستم " ولدينا هذا التعثر الذي قد يكون محدودا او بسيطا لكن سبب كل هذه الاشكالات فماذا يعني ذلك . نستخدم عبارة " السستم " لتبربر كثير من الفشل او الاخطاء والقفز على العقبات والتعثر الحقيقي ، وهي هروب للخلف بعدم مواجهة المشكلة ، وهي مقبولة حين يكون لسبب استثنائي او نادر او غير متكرر ، لا ان يصبح هو الثابت وعمل " السستم " هو المتغير ، نحتاج مواجهة حقيقة حين نقصر ونخطئ ان يقف المسؤول ويقول " نعم هناك خطأ " واعتذر وسوف نعمل كذا وكذا والأهم ان يقول لنا " الوقت والمدة " لا نريد الوعود المفتوحة فهي تصبح كأنها " نعتذر عن خدمتكم " حين نكاشف اخطاءنا فإننا سنكون نضع الحلول الحقيقية لا ان نبحث عن الاعذار ، وان نقلل من العنصر البشري واستخدام " السستم " الصحيح والحقيقي والفعال والمراقب والمنظم والمطور ، لا نريد " سستم " يحتاج الى " مفسر " للاعذار والفشل والإخفاق لأننا بذلك نكرر الاخفاق والفشل الذي اصبح الان لا يقبل او يحتمل في عالم يتغير بثوانٍ .