خاض البشر حربا شرسة مع الفيروسات منذ اكتشافها مخبريا عام 1883م، وكانت الفيروسات متقدمة بخطوة على البشر دائما طيلة هذه الحرب؛ للقدرة الفائقة التي تملكها الفيروسات على التطور وتحوير مستقبلاتها كل ما اكتشف البشر مضادا حيويا يقاومها، وتتغير إلى شكل جديد متطور لا يجدي معه ذات المضاد، وتبدأ رحلة بحث جديدة عن مضاد يقاومه، وما أن يتم التوصل إليه حتى يتحور ويطور أساليب مقاومته وهجومه على جسم الإنسان وهكذا. وقد أثبت العلماء أن من أبرز طرق انتقال الفيروسات، الانتقال عن طريق الصدفة، أي أن ينقله شخص حامل له أو حيوان مصاب به ينقله من بلد إلى بلد آخر، كما حصل في حالة المصاب بفيروس إيبولا الذي نقله من سيراليون إلى جدة. هذه الطريقة الشائعة في انتقال الفيروسات، خاصة عندما تكون في فترة الحضانة قبل ظهور الأعراض الواضحة على المصاب تشكل الخطر الأكبر؛ حيث يمكن أن ينتقل الفيروس إلى معظم دول العالم بذات الطريقة دون أن يمنعه أحد. وهنا، نؤكد على أننا يجب أن نوعي الناس بمثل هذه المعلومة؛ ليستوعب الجميع أنه لا يمكن لوم وزارة بعينها على أنها تسببت في انتشار فيروس ما، الأمر الذي يحتم على وزارة الصحة والمنافذ الحدودية أن لا تخشى الإفصاح عن أي حالة اشتباه فيروسي بمنتهى الشفافية، الشفافية في الإفصاح عن الإصابات الفيروسية أو حالات الاشتباه من أهم طرق الوقاية ومكافحة الانتشار الفيروسي، إضافة إلى تطوير وسائل الفحص على المنافذ الجوية والبرية والبحرية وتطوير مختبرات وزارة الصحة لئلا تضطر إلى إرسال العينات للخارج كما حدث في حالة إيبولا وقبله كورونا وقبلهما انفلونزا الخنازير والطيور وحمى الوادي المتصدع.