أبدى عدد كبير من شبابنا قلقهم من مخاطر محاولات البعض تجنيدهم لدى الجماعات الإرهابية وساحات القتال في العديد من دول الاضطرابات، ومع ذلك أكدوا قدرتهم على التصدي وتحصين عقولهم بقواعد الشرع الحنيف وقيمه في السلام والأمن. وطالب الشبان الجهات المختصة بمحاسبة المغررين بالشباب وإيقاع أقصى العقوبات بمن يعمل على ذلك. وقال وليد الخالد، عبدالله فهد، وخلف الشمري: إن سبب تجنيد الشباب يرجع إلى ضعف الوازع الديني وإلى سهولة استقطابهم وشحنهم بعقائد الغلو والتطرف وتحريضهم على الجهاد المزعوم، كما أرجعوا ذلك إلى ضعف المناعة الفكرية لدى بعض الشباب، حيث تجعلهم هدفا سهلا للمترصدين. أدوات تفخيخية منصور السويداء حث المؤسسات الدينية والتربوية والتعليمية والإعلامية على بذل مزيد من الجهد لمواجهة التطرف والغلو وحماية شبابنا من الانجراف خلف الخلايا الإرهابية. كما طالب بإسداء النصح لهم عبر منابر المساجد لبث مضامين وسطية. ويرى فيصل الزامل ضرورة توعية الآباء والأمهات حول مفهوم الجهاد وعدم الدفع بفلذات أكبادهم إلى جماعات إرهابية والوقوف الجاد ضد محاولات استغلالهم من قبل بعض الحركات التي استخدمت بعض الشباب كأدوات تفخيخية وإجرامية بعد أن استثارت عاطفتهم. استشعار الخطر الأستاذ الجامعي في حائل الدكتور عبدالله بن محمد البطي ذكر أن خادم الحرمين الشريفين دعا قادة وعلماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله، ويا لها من دعوة عظيمة لمن استشعر مسؤوليته تجاه خالقه، لاسيما أصحاب القرار ومن بيدهم الحل والعقد، ومن ولاهم الله مسؤولية الخلق، بأن يراقبوا الخالق ويحسنوا معاملة الخلق ويدفعوا الظلم ويرسوا العدل، وهي مسؤولية تنوء بها الجبال، لكنها الأمانة والمسؤولية التي لا يعذر فيها صاحب قرار وسلطان، بل عليهم «أن يقولوا كلمة الحق، وأن لا يخشوا في الحق لومة لائم»، لاسيما في هذه الأوقات العصيبة «فأمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة»، على الجميع أن يستشعر الخطر المحدق بها، ولن تسلم من هذا الخطر بقعة من البقاع. فتنة الإرهاب البطي أضاف أن خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - نبه إلى فتنة عانت منها المملكة وغيرها من البلدان، وهي فتنة الإرهاب، حيث «أصبح للإرهاب أشكال مختلفة، سواء كان من جماعات أو منظمات أو دول وهي الأخطر بإمكانياتها ونواياها ومكائدها»، وغدت هذه الفتنة تتلون بألوان شتى، وتتزين بأزياء مختلفة، لكنها تصب في خانة الفتنة، وتخدم أهداف الأعداء، وتقف خلفها أيد خفية، وأصابع مشبوهة تحركها عن بعد أو قرب، ومن العجب أن كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته، ونتعجب أكثر حين نرى أن هذا المجتمع الذي لزم الصمت مراقبا ما يحدث في المنطقة بأسرها، غير مكترث بما يجري، وكأن ما يحدث أمر لا يعنيه، هذا الصمت الذي ليس له أي تبرير سوى التخاذل وعدم القيام بالمسؤولية. رسالة واضحة رجل الأمن فيصل الجهني المهتم بشؤون الإرهاب والقضايا الأمنية أوضح أن كلمة خادم الحرمين جاءت من منطلق شعوره بالمسؤولية تجاه الأمة الإسلامية حتى لا يختطف الإسلام ويقدم للعالم بصورة مغايرة تنافي حقيقة الإسلام وجوهره وكانت الرسالة واضحة لكل متخاذل في مكافحة الإرهاب وحملت الكلمة رؤية مستقبلية لما سيترتب على التخاذل وضرورة استيقاظ المجتمع الدولي من سباته والعمل على توحيد الرؤى. وعن أسباب تورط آلاف الشباب السعودي في الذهاب الى مناطق الصراع ذكر الجهني أن ذلك يعود إلى التعبئة من الجماعات التكفيرية المتطرفة لاستغلال الشباب وتنفيذ أجندة خاصة مشبوهة. والجماعات التكفيرية هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن التوجه الإرهابي والإجرامي الخطير الذي يقذف بشبابنا في جحيم القتال وأن المنخرطين في العمل الإرهابي يستهدفون الأبرياء وهم أصلا ضحايا مغرر بهم ومضللون. وضع النقاط على الحروف الجهني يقول: آن الأوان لوضع النقاط على الحروف وقيام كل مؤسسة بدورها والبحث بشكل جدي عن أسباب الزج بالشباب في النزاعات الدولية وانزلاقهم في أتون الإرهاب وهناك أطراف استخباراتية باتت توظف الشباب لصراعات وألاعيب سياسية تخدم أهدافها المشبوهة. كما أن هناك عدة أسباب لانخراط الشباب في التنظيم الإرهابي، أولا ضعف الوعي لدى الشباب، حيث يذهبون إلى مواقع الصراع وليست لديهم خلفية عن تلك الأماكن ولا عن من يحارب فيها والأهداف السياسية التي تقف خلفها، وأخيرا يكون الشاب ضحية لجهات استخباراتية. وهناك ضعف وخلل في معالجة الإرهاب من بعض المؤسسات الإعلامية والمجتمعية ويجب على الإعلام بث المفاهيم والأحكام الشرعية الصحيحة والسليمة وكشف الشبهات التي يعرضها أصحاب الاتجاهات المنحرفة وفتح الحوار والنقاش في القضايا الفكرية بأساليب شرعية وأخلاقية راقية والتصدي لمن يبث أفكاره المنحرفة بالرد والبيان ومعالجة الأسباب التي تؤدي إلى الغلو والانحراف. خفافيش الإنترنت نبيلة الغرابلي الباحثة الاجتماعية رئيسة اللجنة الاجتماعية في جمعية سند لدعم الأطفال المرضى بالسرطان ترى أن المشكلة يجب معالجتها من ثلاثة محاور (المدرسة والبيت والمجتمع)، وشرحت أن المدرسة يجب أن تقوي القيم الاجتماعية التي يتخلق بها المسلم في حب الوطن والتسامح وتقبل الآخر، والمنزل مطالب برعاية الأطفال والإشراف عليهم ومتابعتهم من خلال الأنشطة التي يزاولونها ويبقى على عاتق المجتمع الشيء الكثير من تعزيز الأفكار الصحيحة لدى الشباب، بحيث يعرف الشاب والشابة حقوقهما وواجباتهما. وانتقدت الغرابلي من أسمتهم خفافيش الإنترنت الذين استغلوا الوسائط في تشويه صورة الإسلام الصحيحة وبث الأباطيل والأكاذيب والأفكار المنحرفة.