كشفت مصادر «عكاظ» أن ما أقدم عليه تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في سوريا أمس الأول، من تمثيلية سجن سلطان العطوي الملقب أبو الليث التبوكي، ما هو إلا اتفاق بين هذا التنظيم وشقيقه في العمل الإرهابي تنظيم «داعش». وأضافت المصادر، أن العطوي انضم فور وصوله إلى سوريا إلى تنظيم جبهة النصرة، ليصبح فيما بعد ناطقا باسمها، إلا أنه بعد سيطرة داعش على مناطق واسعة من الشرق السوري، حيث كانت النصرة تسيطر هناك، دخل الطرفان في صفقة للتخلص من العطوي في إطار التفاهم مع داعش، وكان نتيجة ذلك، البيان الذي أصدرته النصرة والذي حمل اسم بيان إعلامي رقم (4)، والذي يقضي بفصله من النصرة واعتباره لا يمثلها رسميا وإعلاميا والجماعة غير مسؤولة عن تصرفاته بعد صدور هذا البيان، وهذا الأمر يفسره البعض على أنه رسالة واضحة لداعش لقتل العطوي والتخلص منه. وفي هذا السياق، أوضحت قيادات في الجيش الحر، أن التنظيمين (داعش- والنصرة)، كانا يوحيان للآخرين أنهما على خلاف في سوريا، إلا أن واقع الأمر هما وجهان لعملة واحدة، وهذا الادعاء من أن التنظيمين مختلفان، جعل العديد يقعون في شراك هذه التنظيمات الظلامية، فهناك اتفاق ضمني «سري» على تصفية كل من يحيد عن طريق القتل والإرهاب.. أو من يخالف أدنى تعليمات التنظيمين. والعطوي، توجه إلى سوريا العام الماضي وانضم إلى جبهة النصرة، علما أنه كان ممنوعا من السفر خارج المملكة، لكن يبدو أنه دخل سوريا بطريقة غير شرعية عبر مهربي الحدود، بعد أن رفضت إدارة الجوازات في المملكة تجديد جوازه. وحين دخوله إلى سوريا، اتجه نحو الفكر التكفيري المتطرف، بعد لقائه بشخص يدعى أبو مارية الجبوري الهراري (عراقي الجنسية)، وأحد أبرز قيادات التنطيم الإرهابية والهاربين من سجون نوري المالكي في العراق، وبعد اللقاء يبدو أن العطوي تأثر بأفكار أبي مارية الظلالية ليبدأ رحلة المجهول التي انتهت به إلى مصير غامض مع هذه الجماعات التي لا تعرف سوى القتل والترويع. ويقول العطوي في إحدى تعليقاته على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه حين التقى أبي مارية الجبوري، اقتنع بأفكاره ومنها أن تنظيم جبهة النصرة ما جاء إلى سوريا من أجل أن يحكم السوريين وإنما من أجل نصرهم ثم يخرجوا من البلاد، إلا أن هذه الأفكار سرعان ما ثبتت أنها مجرد أكاذيب واستخدام للدين، وخير دليل على ذلك، طرد العطوي من جبهة النصرة وفقا للبيان رقم (4)، ليواجه مصيرا مجهولا بعد أن خدعته هذه التنظيمات التي تتاجر بالبشر باسم الدين.