الكوارث تحدث فجأة ودون سابق إنذار، وما لم يكن الفرد مهيأ قبل الجهات المعنية لمواجهة الحوادث فإن الخسائر تكون أشد وأعظم. ففي الوقت الذي تكون فيه الهزات الأرضية حاضرة، إلا أن التوعية وثقافة مواجهة هذا الخطر لا تزال غائبة تماما خاصة في المواقع التي تعرضت لبعض الهزات خلال الفترات المتقاربة الماضية. فما زال الدفاع المدني والجهات المعنية الأخرى كالمدارس والجامعات والقطاعات الأخرى، بعيدة عن تهيئة وتأهيل أفراد المجتمع لمواجهة الكوارث بأشكالها ابتداء بالحوادث المنزلية مرورا بالحرائق وليس آخرها الزلازل. وربما يكشف شعار «الحماية المدنية والثقافة الوقائية لبناء مجتمع آمن» الذي أطلق في اليوم العالمي للحماية المدنية (الدفاع المدني) في الأول من شهر مارس الماضي، عن المهمة الأولى والأساسية التي تقع على الدفاع المدني والمتمثلة في التبصير بالتدابير لحظة وقوع الحوادث، ومن ثم تأتي المهمة الأخرى في عمليات الإنقاذ والسيطرة الميدانية، الأمر الذي سيخفف كثيرا من الخسائر في الأرواح والممتلكات. والمنتظر من الدفاع المدني إطلاق برنامج متكامل يتمثل في التوسع بإعداد دورات تدريبية وتأهيلية لكافة أفراد المجتمع على حد سواء من خلال التنسيق مع مختلف القطاعات وفق خطط زمنية مدروسة.