سادت الفوضى واشتعل الوضع في بني غازي، فيما وافقت مليشيات متناحرة تتقاتل من أجل السيطرة على مطار طرابلس على وقف مؤقت لإطلاق النار أمس؛ للسماح لرجال الإطفاء بالسيطرة على حريق ضخم في مستودع للوقود أصيب بصاروخ. واستهدف مسلحون مديرية أمن بنغازي بصاروخ، ما أدى إلى اشتعال النيران بها. وعثر في ثاني أكبر المدن الليبية على 75 جثة معظمها لجنود بعد يومين من قتال اجتاح خلاله مسلحون قاعدة عسكرية، ومن المقرر أن يجتمع البرلمان الليبي الجديد في طبرق السبت المقبل لبحث الوضع المتدهور في البلاد. وشهدت العاصمة طرابلس المشتعلة منذ أسبوعين هدوءا حذرا، باستثناء قصف متقطع بعيد عن منطقة وقف إطلاق النار حول الحريق القريب من المطار الدولي. وتسببت هذه الفوضى في رحيل عدد كبير من رعايا الدول الأجنبية وإغلاق عدد من السفارات وزيادة معاناة السكان. وتوقعت بعض المصادر الليبية أن تغلق دول الجوار الليبي حدودها مع ليبيا؛ خوفا من نزوح جماعي إليها في حال استفحلت المواجهات واتجهت الأوضاع الأمنية نحو الأسوأ، وقد لوحت تونس بذلك أمس. وأغلقت فرنسا سفارتها، أمس، وأجلت 30 من مواطنيها من طرابلس بعد بضعة أيام فقط من إجلاء السفارة الأمريكية لموظفيها ونقلهم برا عبر الحدود إلى تونس تحت حراسة عسكرية مشددة. وبعد ثلاثة أعوام من الإطاحة بالقذافي، لا تزال الحكومة الليبية غير قادرة على فرض سلطتها على كتائب المقاتلين السابقين الذين ظلوا على درجة عالية من التسليح، وغالبا ما يتحدون الدولة للضغط من أجل مطالب سياسية. واستولت قوات تسمى مجلس شورى بنغازي المؤلف من مقاتلين سابقين ومتشددين من جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بالقاعدة على قاعدة القوات الخاصة أمس الأول، بعد قتال استخدمت فيه الصواريخ والطائرات الحربية، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصا. وقال متحدث باسم خليفة حفتر، وهو لواء سابق بالجيش، إن قوات خاصة وقوات غير نظامية موالية لحفتر تشن حملة لتطهير بنغازي من المتشددين الإسلاميين انسحبت إلى قاعدة جوية خارج بنغازي.