كريم الأخلاق، خفيف الظل، شعره لا يقل طلاوة عن نثره، ونثره لا يدع القارئ يجافي القراءة لما كتبه الأستاذ الكبير محمود عارف. ترأس تحرير عكاظ لمدة عام من 28/6/1384ه حتى 27/6/1385ه حيث عاد لعضوية مجلس الشورى إذ كانت عكاظ قد استعارته من المجلس لمدة عام ثم عاد بعدها وتسلمت منه رئاسة التحرير الذي كنت أمارسه وهو يرأسنا. وللتاريخ فقد كان الأستاذ محمود عارف – رحمه الله – سامي الخلق كريم المعشر، يوجه ولا يأمر ويومئ ولا يصحح فيما تعرض عليه من الموضوعات التي ستنشر. وقد صدرت له مجموعة من الكتب لم أعرف منها شيئا، إلا بعدما تفضل ابنه الأستاذ حسين محمود عارف وقدم لي مجموعة من مؤلفات والده الأستاذ محمود وتتكون من الكتب التالية: 1- «ليل ونهار»: ويضم مقالات مختلفة الموضوعات. 2- «أكثر من فكرة»: وهو أيضا يضم مجموعة مقالات أدبية واجتماعية. 3- «أصداء قلم»: وهو من إصدار مؤسسة تهامة ضمن سلسلة الكتاب العربي السعودي. 4- «أوراق منسية»: وقد تناول فيه عرض ونقد بعض ما لأدبائنا من نتاج. وفي كتاب «أصداء قلم» يتحدث الأستاذ محمود عارف في «تصدير» الكتاب عن هواية الأدب ومهمة الأديب فيقول: هذه المقالات التي يطالعها القراء من الغلاف إلى الغلاف، هي أصداء قلم، وهي عبارة عن وقائع وأحداث وآراء وأفكار، تشبه في العرض المشاهد التي ينقلها التلفاز، فإذا كانت الكلمات والحروف في هذه الأصداء هي المعبرة عن المطالب فإن الرسوم والصور في التلفاز هي انعكاسات لهذه المطالب. والكاتب الذي يحس بالواجب لوطنه وأهله ومجتمعه مطالب في شبابه وكهولته بالعمل لأداء هذا الواجب، والمسؤولية الذاتية في داخل هذا الكاتب ترفده بالعطاء والعزيمة والتضحية ليؤدي واجبه في شجاعة وشموخ وقدرة وكرامة وصراحة، لأن عطاء الأدب مستمد من القيم الرفيعة، والمثل الفاضلة، والسلوك المهذب، والكاتب الذي يقوم الجوهر ويفحص اللباب، يعرف كيف يضع الميزان، ويعرف أين موقع الراجح من المرجوح. والأدب مهمة، والتعبير التزام، والإخلاص في أداء المهمة، والصدق في التعبير هما الركيزة الأساسية في بناء تاريخ الأمم وحضارة الشعوب، وكل شعب بلا أدب يعيش محروما، بلا حضارة ولا تراث ، وبلا ماض ولا حاضر ولا مستقبل. رحم الله الأستاذ الكبير محمود عارف. وسنكمل الحديث عن باقي المؤلفات في الأسبوع القادم بمشيئة الله. السطر الأخير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر».