فقدت الساحة الأدبية أديباً من أدبائها, الذي سطع نجمه فيهم, وتبوأ مكانة مرموقة بين عارفيه, ومحبي الأدب ممن تعرفوا عليه, بكتبه ومقالاته التي ساهمت في الحراك الأدبي, ضمن كوكبةٍ من الأدباء الذين ساهموا في ذلك، إذ كنت ألتقي بأديبنا أحياناً في بعض المناسبات, وفي مسجده الذي بجوار بيته, وفي جامع بلدة الداخلة, حيث إنَّ له استراحة في الداخلة غرب الجامع, يأوي إليها إذا قدم إلى سدير. إنَّ الأديب أحمد بن عبدالله الدامغ - رحمه الله - من جيل الأساتذة الذين لهم قصب السبق والريادة في لملمة ما تناثر من الأدب العامي؛ لئلا يندثر, فألَّف فيها كتباً, جمع فيها ما أمكنه منها, مما يخشى ضياعه, أو نسيانه مع مرور الزمن, ومنها كتابه المعروف (الشعر النبطي في وادي الفقي) وهو أشبه بمجموعٍ من الدواوين, لعددٍ من الشعراء, وقد لقي قبولاً واستحساناً من الناس, خصوصاً في بلدان وادي الفقي. ولقد كانت لأديبنا هِمَّةٌ في قراءة كتب الأدب, والغوص في دررها, فقيَّد صيده منها بمؤلفاتٍ وبحوثٍ ومقالاتٍ في الأدب بشقَّيه, نثراً, وشعراً. وكان مكثرا من التأليف, فمؤلفاته تقارب ستين كتاباً, وله كتب مخطوطة لم تطبع بعد، ومن الكتب التي ألَّفها فيما قرأته واطلعت عليه وما ذُكر لي: روضة سدير في التاريخ. الشعر النبطي في وادي الفقي (أربعة أجزاء). محسن الهزاني, حياته, وأدبه من خلال شعره. الألفيات (مجلدان). الأدب المثمن (ستة عشر جزءاً). الصفوة فيما قيل وألِّف في القهوة (ثلاثة مجلدات). عبير الأدب الشعبي في وادي سدير. وغيرها من المؤلفات, والتي أقترح على أبنائه -وفقهم الله- كما اقترح غيري ممن كتب عنه, أنْ تطبع كتبه التي لم تطبع بعد, وحبذا لو جمعت جميع مؤلفاته في مجموع واحد. ومما يذكر من محاسن أديبنا أحمد الدامغ -رحمه الله- أنَّه بنى مسجداً بجوار بيته وأتمَّ بناءه قبل أنْ يُتم بناء بيته, وذلك قبل وفاته بعدة سنوات, وهذا إنْ دلَّ فإنما يدلُّ على حبِّه لفعل الخير, فبناء المساجد من أعمال البر التي لا تنقطع بالموت, فرحمة الله عليه, وغفر الله له, وأدخله الجنة, وأبدله داراً خيراً من داره, وأخلفه في أهله خيراً. * خطيب جامع بلدة الداخلة بسدير عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري