أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، أن المبادئ العظيمة التي نشرها خادم الحرمين الشريفين ليست في الوطن فحسب، بل امتدت للوطن العربي والإسلامي. وأكد خلال استقباله البارحة الأولى في قصر خادم الحرمين الشريفين بجدة عددا من المواطنين والمقيمين الذين قدموا للإعلان عن تنازلهم عن قاتلي أبنائهم وأقاربهم لوجه الله تعالى ثم استجابة لشفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، أن فعل الخير لا ينقطع دائما وأبدا مستشهدا بعتق الرقاب الذي يسعى فيه خادم الحرمين الشريفين أيده الله منذ زمن طويل خارج الوطن وداخله، موضحا أن ما من عمل خير في هذا الأمر إلا ويسعى له خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن من يحضر اليوم هم من المملكة ومن اليمن والصومال والسودان والأردن وغيرها من البلدان وهي مآثر عظيمة للمؤاخاة في الإسلام التي فيها خير للأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء بما فيها من التواد والتعاطف والتراحم والعفو عن قاتلي أعز ما عند الإنسان فلذات الأكباد وذلك لوجه الله تعالى حيث يؤثر الإنسان العفو على ما بنفسه وما بخلده وما بحنانه لوجه الله تعالى وهذا ما يقوله خادم الحرمين الشريفين دائما وأبدا. ولفت سموه إلى أن هناك الكثير من المآثر التي تحكي عن الملك المفدى في هذا المجال حيث آثر على صحته وعلى وقته وعلى جميع الأشياء ولم يبدأ هذا العمل الخيري من فراغ ولكنه بدأه رعاه الله من حب الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم.، وقال سموه «التسامح في هذا الشهر الفضيل ماهو إلا تتويج لإسلامنا الخير ، إسلامنا النير، الذي هو دين معامله ودين صلح ودين حق». وقال سمو الأمير تركي بن عبدالله «نحن نستأثر هذه النخوة والروح الإسلامية روح التسامح في الإنسان الذي نطلبه هذا الدم ولا نغصبه على حاجة ولا نؤثره لا بدنيا ولا بشيء آخر بل بهذه المآثر الإسلامية الصحيحة الذي إذا أعطى، أعطى ونال خادم الحرمين الشريفين جزءا من هذه الحسنات».، واستطرد سموه قائلا «نشكر جميع الذين أعتقوا الرقاب لوجه الله تعالى ثم لشفاعة خادم الحرمين الشريفين ونحن جميعنا جنود له حفظه الله ، في السعي لهذا الأجر إن شاء الله أينما كان وأينما حط». وأشار سموه إلى أن الدين الحنيف الذي يحث على هذه الأمور يجب اتباعه بالطريقة الصحيحة وهو ما نعيشه الآن في يومنا هذا في أواخر شهر رمضان بهذه الروحانية العظيمة التي تجسد الوطن بالكامل والوطن الإسلامي بشكل عام ولله الحمد ،ودعا سموه إلى عدم الاستهانة بالأنفس المعصومة والتساهل بالدماء وتسهيلها للآخرين، سائلاً الله سبحانه وتعالى مضاعفة الأجر لخادم الحرمين الشريفين ولكل من اشترك في أمر العفو. من جانبه، عبر سعيد بن شاهر القحطاني خلال إلقائه كلمة المتنازلين عن سرور الجميع بالوقوف أمام سمو أمير منطقة الرياض للتنازل عن حقهم في القصاص لوجه الله تعالى ثم لشفاعة خادم الحرمين الشريفين التي عرضها عليهم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز.وقال «نشعر هذه الليلة بالعزة والفخر لأننا تمثلنا قول الله تعالى (وان تعفوا أقرب للتقوى) وقوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) وإننا بذلك نشكر خادم الحرمين الشريفين من أعماق قلوبنا، لأنه كان سببا مباركا بعد الله في أن تحققت لنا هذه المنزلة العظيمة عند الله. وعند خلقه حين نلبس التيجان التي يلبسها أهل العفو يوم القيامة ويميزون بها عن غيرهم». ودعا القحطاني الجميع إلى احتساب الأجر عندالله وعدم التفريط في هذه المنزلة العظيمة التي وعد الله بها أهل العفو. ونوه في ختام كلمته بالجهود التي بذلها سمو أمير منطقة الرياض لحث أولياء الدم على اغتنام الأجر وإدراك الفضل من الله تعالى. بعد ذلك ألقى فضيلة رئيس المحكمة العامة في جدة الشيخ عبدالرحمن الحسيني كلمة أشار فيها إلى أن من مفاخر دولتنا أن الدماء فيها معصومة والحقوق فيها محفوظة والضمانات مكفولة والشرع مطهرة للجميع. وقال «إن دولتنا أولت مسائل الدماء اهتماما كبيرا وفريدا في العالم كله كفلت فيه الحقوق وقدمت فيه الضمانات وأدت فيه العدالة دورها بحياد تام ومستقل». وأشار فضيلته إلى أن «التشريعات في بلادنا جاءت انطلاقا من نبراس الشريعة الإسلامية. تجدر الإشارة إلى أن المتنازلين من أهل الدم هم سعيد مسفر مقرمش (المتنازل عن قاتل ابنه سلطان) وسعيد شاهر عبدالرحمن (المتنازل عن قاتل ابنه علي) وسعيد يحيح علي القحطاني (المتنازل عن قاتل ابنه علي) ويوسف قسم السيد يوسف (المتنازل عن قاتل ابنه التجاني سوداني) ولمى أحمد ليتني (المتنازلة عن قاتل زوجها حسين جاح مالي) وسعد علي صالح السالم (المتنازل عن قاتل ابنه سعيد) وسكوت محمد البلوي (المتنازلة عن قاتل ابنها مشعل عواد فرحان البلوي) ومسفر نوار الدوسري (المتنازل عن قاتل ابنه عبدالله) ومحمد سعيد السلامي (المتنازل عن قاتل ابنه خالد يمني) وسامية عمر درار (المتنازلة عن قاتل زوجها فيصل محمد النور أسد سوداني) وهادية محمد هادي طميحي (المتنازلة عن قاتل ابنها محسن أحمد علي غروي) وزافي سعيد نمشان الحارثي (المتنازل عن قاتل ابنه عبدالله).