من الطبيعي أن تكون التهم ضد السعودية كثيرة، ذلك أن ثقلها الجغرافي ووزنها السياسي يضعانها ضمن مربعات الحسد لدى التيارات اليسارية والقومية وبعض الأحزاب الخشبية، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، لهذا نجد الهجوم على السعودية تكرر في حرب لبنان 2006 وحرب غزة 2009 والآن في الحرب الجديدة بين حماس وإسرائيل، بعض الأصوات والحناجر زعقت طويلا في القنوات الفضائية والصحف الموجهة ضد بلادنا وكأن فلسطين خارج حساباتنا. لتعرف موقف السعودية من فلسطين، فلتستمع إلى كلمات الملوك حول هذه القضية منذ الملك فيصل، وإلى خالد وفهد، والآن أبو متعب الذي تبرع بمائة مليون ريال لمواجهة نقص الأدوية في غزة. العجيب أن البعض يعتمد على ادعاءات ديفيد هيرست، في أن المملكة تحالفت مع إسرائيل ضد غزة، والذي رد عليه السفير السعودي في بريطانيا محمد بن نواف. أما الأمير تركي الفيصل وفي مقالته المهمة: «نحلم بقيادات فلسطينية أكثر حذرا» رأى: «أن ما حدث مؤسف بشكل أكبر، لأن الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة كانوا ينظرون إلى المصالحة بين حماس وفتح كوسيلة للتخفيف من آلامهم. كما أن موافقة حماس على البقاء خارج الحكومة منحهم المزيد من الأمل بأن الأمور تسير نحو الأفضل. والآن حدث العكس. ولم يبق للمرء إلا أن يحلم بأنهم سينجحون في إيجاد قيادات أكثر حذرا». المزاعم التي تطرح في الإعلام ضد السعودية مثيرة للضحك والسخرية، هذا البلد الذي وقف ضد الولاياتالمتحدة في عهد الملك فيصل وأوقف تصدير النفط احتجاجا على دعم أميركا لإسرائيل ليس بحاجة إلى مزايدات من بعض الباحثين عن القيمة من خلال شتم السعودية. الفرق أن السعودية ليست دولة صراخ وزعيق، بل مواقفها تعبر عنها عمليا من خلال الجهود السياسية، والدعم المالي غير المحدود، أما وقوفها إلى جانب القضايا العادلة فهذا لا يحتاج إلى دليل وعلى حد قول المتنبي: وليس يصح في الأفهام شيء**إذا احتاج النهار إلى دليل. www.turkid.net