بدأت ثلاث بعثات استكشافية، كل بعثة 60 يوما، للبحث عن الصفائح المحيطية التي حدثت قبل 52 مليون سنة غرب المحيط الهادي (جنوباليابان)، وبدأت تلك البعثات من مارس وتستمر حتى أكتوبر، ومهمتها حفر عدة مواقع في غرب المحيط الهادئ؛ ليتم استخراج عينات من الصخور النارية وما فوقها لتحديد أعمارها وخصائصها الكيمائية، والمغناطيسية، ومع وجود الأحافير البحرية الدقيقة سوف يساهم ذلك بشكل كبير في توسيع مداركنا عن حركة قيعان المحيطات في الماضي. ويتم البحث من خلال سفينة الأبحاث الشهيرة جويديس ريزولوشين تعمل تحت طائلة أحد أشهر البرامج العلمية والمسمى برنامج استكشاف المحيط العالمي، ما يميز هذا البرنامج هو استعانته بأحدث تقنيات الحفر، وقبل عملية أي حفر يقوم البرنامج بعمل مسح بحري للمنطقة ليضمن عدم وجود أخطار بيئية كوجود غاز أو نفط. ويأمل الفريق العلمي كما نشرته صحيفة الناشيونال جيوغرافيك الذي يشارك فيه الباحث السعودي محمد الجحدلي الحصول على عينات من الصفيحة المنغرسة حتى يتم إثبات ومعرفة النموذج وكيفية انغراس الصفائح، ويؤكد بعض علماء الجيولوجيا أن أصل تلك الصخور النارية ما زال محل جدل على الرغم من وجود عينات وجدت بالقرب من الجزر أو في جبال الألب والهمالايا، ولكن حتى تكتمل الصورة لا بد من الحفر واستخراج كمية كافية. من جانبه، أكد البروفيسور روبرت ستيرن، عالم الجيولوجيا الذي سيكون ضمن السفينة المكتشفة لذلك الحدث، أن تحرك الصفائح المحيطية التي حدثت قبل 52 مليون سنة إحدى أهم العمليات الجيولوجية الصلبة، مبينا أنه لم يعرف كيف ومتى بدأ انغراس الصفائح المحيطية وتحول بعضها لاحقا إلى قشرة قارية بملايين السنين، موضحا أنه لا بد من معرفة كيف بدأت من الأصل لكي نعرف كيف تمت هذه العمليات. حتى يتم فهم حركة الصفائح التكتونية، أولا يقوم قاع المحيط بالانشقاق وتبدأ رحلة الحركة. سرعة حركة الصفيحة المنشقة تشابه معدل نمو الأظافر بالسنة. عبر ملايين السنين اللاحقة، تقوم الصفيحة بالهبوط والعودة إلى داخل الأرض من خلال خندق بحري. بينما تقوم الصفيحة بالغوص داخل الأرض، تتعرض لحرارة الأرض العالية وتبدأ عملية الذوبان والضغط ومن ثم التحول. تذوب الصفيحة داخل الأرض وتتحول إلى صهارة تساهم في تشكيل جزر بركانية كما هو موجود في غرب المحيط الهادئ. موقع الحفر هو ما بين تشكل الجزر البركانية والخندق البحري. ولم يعرف علماء الجيولوجيا تماما كيف ومتى بدأ انغراس الصفائح المحيطية وتحول بعضها لاحقا إلى قشرة قارية بملايين السنين.