ارتبطت الشبة بمنطقة حائل منذ القدم وتحديدا حينما كان عدي بن حاتم الطائي يشعلها لترشد التائهين في الصحراء إلى موقع الطعام والشراب، كونه تفنن في إكرام الضيوف. ويتمسك الكثير من الأهالي ب«الشبة» والتي تعني قيام أحد الأشخاص بإضرام النار واعداد قهوة وشاي يقدمان مع التمر بالسمن البلدي ثم يفتح باب منزله ويخبر الجيران بأن لديه شبة، رغم الحياة العصرية، إذ يعتبرون العادات الموروثة من الثوابت التي لا يمكن تغييرها، بل ويفخرون بها. وقال خالد المطرود صاحب شبة المطرود الشهيرة التي زارها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار في فترة سابقة إن شهر رمضان لا يختلف في مدينة حائل عن غيره في باقي المناطق إلا في بعض العادات والتقاليد التي ورثوها من الآباء والأجداد، منها ما يسمي ب«الطعمة»، وهي تبادل المأكولات بين أهل الحي قبل أذان المغرب بنصف ساعة تقريبا وما زالت موجودة حتى اليوم، بالإضافة إلى بعض الأكلات كالجريش والهريس والتاوه. وأوضح علي هذال الهذال أنه على الرغم من تغير الكثير من الطقوس الرمضانية عما كانت عليه في السابق، إلا أن العديد من العادات والتقاليد القديمة ما زالت موجودة في حائل رغم تتابعها واختلاف تفاصيلها بتعاقب الزمن، فضلا عن بعض الألعاب الشعبية التي كانت منتشرة في شهر رمضان المبارك لكنها قلت بسبب التقنية الحديثة والتطور الكبير مثل لعبة «عظيم ضاح» ويمارسها الشباب بالليل على ضوء القمر حيث تعتمد على الجري وقوة النظر، كذلك «المطارحة» التي تسمي الان «المصارعة الحرة». إلى ذلك، أكد سليمان اليحيا أن شهر رمضان الكريم ترافقه عادات وتقاليد ظلت راسخة تستحضر تاريخ الزمان والمكان، كونه يختلف عن بقية شهور السنة بطقوسه التي ارتبطت بحياة الناس ارتباطا وثيقا، مشيرا إلى أنه يتم تبادل الأطعمة بين الجيران وعادة تكون الثريد والمثرود واللقيمات اضافة للمقشوش والعصيدة والجريش والهريس، وإعداد الإفطار البدوي الذي يعتمد على القهوة والحليب والتمر وخبز الجمر.