تغيرت ملامح الزمن واندثرت عديد من العادات والتقاليد ومازال أحفاد حاتم متمسكين بصفات اكتسبوها منذ الصغر، حيث يتميز رمضان بمدينة حائل بالكرم والجود المعروف عنهم ف «الطعمّة» حيث كانت ومازالت عادة رئيسة يحرص عليهاالأهالي في القرى والمدن فالحداثة لم تتمكن من دفنها، وتعرف الطعمّة بأنها اقتطاع جزء من الطبق وإرساله للجيران قبيل المغرب، فأهالي حائل يجدون أنه من العار أن يشم الجار الطعام دون أن يتذوقه، وتتنوع السفرة الحائلية في رمضان بأصناف عديدة وعلى رأسها الأطباق الشعبية المعروفة الكبيبة الشبيهة بورق العنب مع اختلاف بسيط، الرغفان، التمّن، التشريبة، الحنيني بالإضافة إلى السمبوسة واللقيمات والمعجنات، وتصف تغريد الشمري رمضان حائل بالجميل الذي لا يتغير ففيه يستمر التواصل بين الأقارب وصلة الأرحام وتضيف أن الأسر الحائلية عادة ماتفضل الإفطار على التمر والقهوة ثم بعد صلاة المغرب توضع السفرة متكاملة متنوعة لترضي جميع أفراد الأسرة، وتقول تغريد لا تخلو سفرتنا يومياً من أطباق الجيران وفي كل يوم نحاول نحن فتيات الجيل الحالي تعلم الأطباق التقليدية الشعبية من أهالينا وتستدرك قد لا تكون بنفس المستوى في الطعم والتقديم ولكنا نسعى جاهدين للحفاظ على إرثنا المتوارث وتطوير بعضه دون المساس بالمكونات الأساسية له، وتشير الشمري أنه بالرغم من دخول بعض العادات الجديدة بفعل الانفتاح والتطور التكنولوجي الذي عادة ما يسرق أفراد الأسرة من بعضها إلا أن رمضان حائل صامد وبقوة، فالشبّة( الاستراحة) نقطة تجمع للعائلات والشباب بأصدقائهم خلال أيام رمضان التي عادة ما تكون «سمرة» لتبادل أطراف الحديث عن ذكريات الطفولة والألعاب الشعبية وطرائف البدايات في التعود على الصيام وتبادل وصفات طعام جديدة بالإضافة إلى اقتناء الملبوسات ذات الطابع التراثي المحتشم التي غالباً ما تكون محط إعجاب الكبيرات في السن اللاتي يصفن من ترتديها ب «الستِيرة».