تناقلت وكالات الأنباء خبر (داعش) مع نصارى مدينة الموصل بالعراق حين أمهلتهم مدة زمنية ليغادروا منازلهم أو يدخلوا بالإسلام أو يدفعوا جزية، وأضافت لهذا الفعل إجبار من غادر على ترك مجوهراتهم وأموالهم ليذهبوا بالثياب التي يلبسونها فقط. ومن نافلة القول أن كثيرا من الجماعات الإسلامية الحركية أساءت للدين إساءة بالغة في ظل صمت علماء المسلمين عن مثل هذه الجماعات وعدم كشفهم بتفنيد آرائهم وحججهم التي يقدمونها كمسوغ يبرر ويشرعن أفعالهم المشينة وإن لم يكن هناك صمت فالمجابهون لهذه الحركات قلة قليلة ويكون حديثهم حينما يسألون بينما فوضى الواقع المعاش تفرض واجبا دينيا ووطنيا أن يكون حضورهم دائما ومتواصلا لكشف تلك الجماعات المارقة.. وبسبب ترك الوضع على ما هو عليه يتم التغرير بكثير من الشباب المتحمسين لدينهم ونصرته بتلك الادعاءات فيغم عليهم الحق مما يحملهم على اتباع باطل هذه الجماعات. فمع تناقل خبر داعش ونصارى الموصل -في مواقع التواصل الاجتماعي- تجد بعضا من شبابنا من يؤيد هذا الفعل ويدافع عن (الدواعش) بحجة أنهم يطبقون شرع الله هذا المدافع أو المتعاطف مع جماعة مارقة ووحشية هو تعاطف من لم يعرف دينه تماما بل انقاد لشعارات قبل أن ينقاد للحق.. وللأسف الشديد استطاعت الجماعات الحركية السياسية إبطال حجج من تصدى لأفعالهم بتحميل تلك الآراء على محمل أنها آراء (علماء السلطة) وهي جملة تم تثبيتها في أذهان الكثيرين حتى غدا قول الحق غير مرحب به حين يقف عالم لتفنيد زور وبهتان تلك الجماعات فيوصم بأنه من علماء السلطة. هؤلاء المتعاطفون مع الحركات السياسية هم رصيد يتم ادخاره وتحريكه بالتأليب والتعبئة اليومية حتى يتحول في يوم من الأيام إلى جسد ناسف أو حامل لكلاشنكوف ضد وطنه وإخوته.. وهؤلاء الشباب تغيب عنهم حقائق كثيرة ولا يظهر لهم إلا جانب واحد هو نصرة الدين بينما لو علموا أن هذه الجماعات قد أساءت لدينهم لما ساعدوهم في زيادة التشويهات. ما يحدث على أرض الواقع هو انتصار للأفكار المتشددة التي لم تجد من العلماء تقليما وفرزا للحق من الباطل ولم يتم إيضاح واقع استهداف الدين ذاته بتحويله من دين رفعة وسمو وتسامح إلى دين تحمله قلوب كارهة للبشرية ومعمقة روح العنصرية ومحبة لسفك الدم وساعية إلى تسيد العالم بوحشية وبربرية رجال الغاب. لقد تم تلطيخ الدين بأفعال وأقوال وحجج ليست منه بتاتا وإنما هي من خيالات وحجج الطامعين في الوصول إلى السلطة حتى ولو كان الدين وسيلة لخلق الرعب في قلوب البشرية. والذي يربك تماما أن من يتم تقديمهم لوسائل الإعلام لكي يفضحوا مثل هذه الحركات هم من مولدات التغذية الثقافية للعنف والتحريض.