التهديدات من قبل «داعش» لمسيحيي الموصل كانت مدار اهتمام لبناني مسيحي وإسلامي في لبنان خلال اليومين الماضيين، حيث أجرى عدد من القيادات في بيروت اتصالات مع رموز الطائفة في الموصل من أجل متابعة أوضاعهم فضلاً عن اتصالات دولية من أجل حمايتهم. وأوضح رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في الموصل وكركوك وإقليم كردستان المطران نيقوديموس داود شرف، الموجود حالياً في أربيل، في اتّصال هاتفي مع عضو قيادة حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، أن «المسيحيين في الموصل يتعرّضون لإبادة جماعية، وأن مسلّحي داعش أجبروهم على مغادرة منازلهم شبه عراة بعدما منعوهم من أخذ أبسط حاجياتهم». وبموازاة حملات الاستنكار وتظاهرات التعاطف مع غزة وما تتعرض له من مجازر على يد الجيش الإسرائيلي، حيث شهد لبنان ويشهد اليوم تحركات للتضامن مع الشعب الفلسطيني، صدرت مواقف عدة حول التهديدات لمسيحيي العراق وسورية، فاستنكرت كتلة «المستقبل» النيابية أمس «الممارسات الطائفية والمذهبية وما تعرضت له العائلات والمراكز الروحية المسيحية في مدينة الموصل ومحيطها، إذْ إنّ أعمال التفرقة والتمييز والتنكيل التي تتم هناك هي وصمة عار على جبين من خطط لها أو قام بها أو سكت عنها، وهي أعمال مشينة تخدم أهداف أعداء العراق وأعداء العرب والمسلمين وهي بالفعل تخدم فلسفة العدو الصهيوني بإقامة كيانه العنصري». ودعت إلى «نهوض اجتماعي في وجه كلّ الدواعش من أي جهةٍ أتَوا لتهديد العيش المشترك». ورأت الكتلة أن الصمت الدولي والارتباك العربي المتفاقم تجاه العدوان على غزة غير مبرر على الإطلاق ويسمح لإسرائيل بالتمادي. وأكد الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي في بيان، أنه «بالقدر الذي آلمني فيه مشهد وحشية المجازر في حي الشجاعية وغزة، آلمني مشهد حرق الكنائس في الموصل وتهجير أهل المدينة من المسيحيين لأغراض لا يمكن أن تكون إلا مشبوهة. ولفت إلى أن «أي تعرض للمسيحيين في العراق أو في سورية أو في فلسطين يصيب جوهر الدين الحنيف القائم على لا إكراه في الدين». وفيما قال الجميل إن «الكتائب» يحضر لتحرك تضامني مع مسيحيي العراق، قال زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون إنه «سيكون هناك تحرك على مستوى رجال الدين للدفاع عن المسيحيين، وعلى مجلس الأمن أن يتابع الموضوع لتحويل القضايا إلى المحكمة الدولية». وناشد حزب «القوات اللبنانية» أصحاب النوايا الطيبة من كل الأديان، وخصوصاً من المسلمين، مواجهة التطرف بكل أشكاله وأنواعه»، محذراً من اقتلاع حضارات نتيجة الاعتداءات على مسيحيي العراق وسورية.