، هي ليلة القدر التي نعيش لياليها منذ أن هلت العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، فهي في إحدى هذه الليالي الفضيلة، وإن جاء في حديث صحيح أنها ليلة السابع والعشرين. إذ روي أن رجلا قال: يا رسول الله إني شيخ كبير عليل يشق علي القيام فمرني بليلة يوفقني الله فيها لليلة القدر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «عليك بالسابعة» – أي السابعة والعشرين. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله وهب لأمتي ليلة القدر، ولم يعطها لمن كان قبلهم». وقد جاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه». كما جاء في المسند والنسائي أنه صلى الله عليه وسلم قال: «في شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم». ومعلوم أن ليلة القدر هي في العشر الأواخر من الشهر، إذ جاء في الصحيحين ما نصه: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. وأخرج مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «التمسوها في العشر الأواخر فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي». وأخرج الشيخان وأحمد ومالك والنسائي وابن ماجة عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيت أني ساجد في ماء وطين في صبيحتها». وقد جاء في حديث الصحيحين أن ذلك وقع ليلة إحدى وعشرين، وفي رواية مسلم ليلة ثلاث وعشرين. وفيما يرى أهل العلم أن أعظم ما ينبغي أن يطلبه المجتهد من رب العزة والجلال في ليلة القدر هو العفو والعافية، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله: أرأيت إن علمت أي ليلة، ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني». وفيما روى الإمام الترمذي عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله تعالى؟ فقال لي: «يا عباس يا عم رسول الله اسأل الله العافية في الدنيا والآخرة». وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ فقال: «سل ربك العافية في الدنيا والآخرة، ثم أتاه في اليوم الثاني فقال له مثل ذلك، ثم أتاه في اليوم الثالث فقال له مثل ذلك. ثم قال عليه الصلاة والسلام: إذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت». السطر الأخير: اللهم إنا نسألك العفو والعافية الليلة وكل ليلة.