تعد مقبرة المعلاة التي تقع في شمال المسجد الحرام، مقبرة المكيين منذ العصر الجاهلي إلى اليوم وهي تضم قبور بني هاشم من أجداد الرسول صلى الله عليه وسلم وأعمامه وقبور بعض الصحابة والتابعين، ويوجد بها قبر زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وقبر الصحابي عبدالله بن الزبير وأمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم والخليفة العباسي أبو جعفر المنصور. وبحسب ما تذكره بعض الروايات التاريخية، فإن كثيرا من أعلام الإسلام من الصحابة والتابعين وكبار العلماء والصالحين جرى دفنهم في ثراها. وتقع مقبرة المعلاة على سفح جبل الحجون في الجنوب الغربي الذي يمتد من ريع الحجون شمال مكةالمكرمة ويشرف على المقبرة من الجهة الغربية جبل السليمانية، ومن الجهة الشرقية جبل الحجون، ويطلق عليها اسم مقبرة المعلا بدون التاء المربوطة أو باسم مقبرة أهل مكة الذين يفضلون دفن موتاهم فيها وكذلك الحجاج والمعتمرون. يقول الدكتور فواز بن علي الدهاس المشرف على وحدة الآثار والمتاحف بجامعة أم القرى ان مقبرة المعلاة هي مقبرة أهل مكةالمكرمة في العصرين الجاهلي والإسلامي، مشيرا إلى أنها في العهود السابقة كانت خارج النطاق العمراني لمكةالمكرمة حتى العهد الأموي حيث تقول الروايات التاريخية ان رجال الحرس في تلك العهود كانوا يجوبون أطراف مكةالمكرمة للحفاظ على الأمن ويجتمع رئيس الحرس مع أفراده بعد انتهاء أعمال الحراسة عند مسجد الجن أو ما يعرف بمسجد الحرس ثم يدخلون مكةالمكرمة في دلالة على أن المقبرة كانت خارج النطاق العمراني. ويضيف الدهاس قائلا: سميت المعلاة نظرا لأنها تقع في أعلى مكة، مشيرا إلى أنها في نفس الموقع القديم الذي كانت عليه في الجاهلية والإسلام. وتعد مقبرة المعلاة من أكبر المقابر ولا يزال الدفن فيها جاريا إلى اليوم لقربها من المسجد الحرام وسهولة الوصول اليها في الزيارة للدعاء للأموات ويستخدم القبر الواحد عدة مرات حيث إنه كلما امتلأت المقبرة ينظف القبر ويستخدم مرة أخرى. ونظرا لتضرر المقبرة في مدة سابقة لقدمها ولتسرب مياه الصرف الصحي داخل القبور لانخفاض منسوبها عن مستوى الشوارع المحيطة بها فقد قام فيها مشروع إعادة تجهيز القبور ورفع مستوى أرضية المقبرة بحيث يصبح أعلى من منسوب الطرق المحيطة بها. وقد حوت هذه المقبرة منذ بدء الإِسلام رفات كثير من الصحابة والتابعين وتابعيهم، من الأئمة والعلماء وكان عندما يدفن الميت توضع على قبره علامة تميز مكانه كشاهد وعادة ما تكون من حجر مستطيل غير منتظم الأضلاع تقطع من جبال المنطقة، وينقش اسم المتوفى بخط غائر أو بارز، مع بعض الآيات والأدعية.