ضمت مقبرة المعلاة عبر القرون قبر زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وعبدالله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأمه أسماء بنت أبي بكر حسب ما تذكره بعض الروايات التاريخية، وكثيرا من التابعين وتابعي التابعين، عليهم رضوان الله، وهي التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم المقبرة هذه». كما تضم المقبرة رفات كثير من العلماء والمشايخ وعامة الناس من كافة أقطار الإسلام وهي مقبرة مشهورة ومعروفة حتى أصبحت أثرا إسلاميا مخلدا إلى وقتنا الحاضر. صدى عند كل سامع تقع مقبرة المعلاة على سفح جبل الحجون في الجنوب الغربي الذي يمتد من ريع الحجون شمالي مكة، ويشرف على المقبرة من الجهة الغربية جبل السليمانية، ومن الجهة الشرقية جبل الحجون، ويطلق عليها اسم مقبرة (المعلاة) بدون التاء المربوطة أو باسم مقبرة أهل مكة الذين يفضلون دفن موتاهم فيها وكذلك الحجاج والمعتمرون ولا يزال الدفن فيها ويطلع على المقبرة أهالي جبل السيدة الذين يطلون مباشرة على قبر أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها وبمشاهدتهم يقلبون صفحات الماضي ويتدارسون ذكريات تاريخية بنظرات أعينهم التي ترنو في تلك القبور التي تحتضن منبع الإسلام ومنبره. مقبرة العظماء عطية المالكي ومحمد الزهراني من سكان جبل السيدة يقولان إن المقبرة لها وقع تاريخي عند كل سامع لاسمه ومن الجبل نطل عليها ونستعيد سيرة الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم جميعا، فقد وصفت المقبرة بأنها مقبرة العظماء لما تحضن من أسماء لها وقع وتأثير عميق في التاريخ الإسلامي والدعوة إلى دين الله. وأضاف المالكي والزهراني أن المقبرة تحتوي أماكن مجهزة لتغسيل وتكفين الموتى وهي عامة لأهل مكة وللمعتمرين وزوار بيت لله الحرام؛ لأن المسافة بين المسجد الحرام والمقبرة قريبة نسبيا، لذا يفضل أغلب الناس دفن أحبتهم فيها. وأبدى السكان ارتياحهم الواسع للمنشآت العملاقة التي شهدتها تنفيذ سورها الذي يحاكي البقيع وكذلك وجود بوابات رئيسة عدة لتسهيل عملية الدخول والخروج أثناء عمليات الدفن مع وضع لوحات إرشادية للتعريف بأماكن وقوف الزوار وإنشاء قبور جديدة. عدد من زوار بيت الله والمعتمرون يحرصون على زيارة المقبرة ليتذكروا صفحات التاريخ لما تحتضن من رفات الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، يقول السيد محمد عاشور أحد المعتمرين من جمهورية مصر «مقبرة المعلاة من أهم المزارات عندي لأنها تضم أم المؤمنين ورفات الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، استشعر الراحة والسكون في هذا المكان واسترجع سير التاريخ ومواقف العظماء كما أن زيارة القبور تذكرني باليوم الآخر.