طالب زعماء العالم بإجراء تحقيق دولي في إسقاط طائرة الركاب الماليزية شرق أوكرانيا، ما أدى إلى مقتل 298 شخصا، وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأن هذه المأساة التي أدت لتصعيد حالة التوتر بين روسيا والغرب. وبينما سعت أوكرانيا إلى حشد الدعم الدولي ضد روسيا قال مسؤولان أمريكيان إن واشنطن تشك بقوة في إن الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية أسقطها صاروخ أطلقه المتمردون الأوكرانيون. وأفاد محللون أن رد ألمانيا وغيرها من القوى الأوروبية على الحادث، التي يحتمل أن تفرض المزيد من العقوبات، يمكن أن يكون حاسما في تحديد المرحلة التالية من المواجهة مع موسكو. ودعا مجلس الأمن الى إجراء تحقيق دولي شامل ومتعمق ومستقل في إسقاط الطائرة ومحاسبة ملائمة للمسؤولين. وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الطائرة أسقطت بصاروخ أطلق من منطقة تقع تحت سيطرة الانفصاليين الموالين. وبعد أن وصف الحادثة بأنها «مريعة» شدد على ضرورة إجراء تحقيق مستقل وشفاف. وأفاد أن أميركيا واحدا على الأقل يدعى كوين لوكاس شانسمان كان موجودا على متن الطائرة. وأضاف «من المبكر جدا التكهن بنوايا الذين يمكن أن يكونوا قد أطلقوا الصاروخ»، داعيا الى التمهل وعدم استخلاص استنتاجات سريعة. معربا عن الأسف لأن روسيا «رفضت مرات عديدة اتخاذ قرارات ملموسة» تتيح تخفيف حدة التوتر في أوكرانيا. ودعا أوباما نظيره الروسي بوتين الى اتخاذ القرار الاستراتيجي الجيد، متسائلا «هل سيواصل الروس دعم الانفصاليين العنيفين الذين يريدون إضعاف الحكومة الأوكرانية، أم أنهم مستعدون للعمل مع هذه الحكومة للتوصل الى وقف لإطلاق النار وإلى سلام يأخذ في الاعتبار مصالح كل الأوكرانيين؟». وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إن من السابق لأوانه اتخاذ قرار بشأن فرض مزيد من العقوبات قبل معرفة ما حدث للطائرة. وقالت بريطانيا إنه يجب التوصل الى الحقائق من خلال تحقيق تقوده الأممالمتحدة قبل التفكير بجدية في عقوبات إضافية. وأبلغ الانفصاليون منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأنهم سيضمنون سلامة وصول الخبراء الدوليين الى موقع تحطم الطائرة. وقالت المنظمة التي تنشر مراقبين في المنطقة إن 30 مراقبا وخبيرا تابعين لها وصلوا الى الموقع أمس. وعثر على الصندوقين الأسودين للطائرة لكن من غير المرجح ان يتحدد من خلالهما أن ما حدث هجوم صاروخي. وقالت أوكرانيا امس إنه تم العثور على 181 جثة. وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللائمة على كييف من خلال تجدد هجماتها على المتمردين، ووصف الحادث بأنه «مأساة»، لكنه لم يحدد الجهة التي يعتقد أنها وراء سقوط الطائرة. ونقلت الصحف الأسترالية عن مصادر غير مؤكدة، أن مئة من الركاب كانوا من الباحثين والعاملين في المجال الطبي والناشطين المتخصصين في مكافحة الإيدز، وكان من المفترض أن يستقلوا طائرة إلى ملبورن بعد وصولهم إلى كوالالمبور. ومن بين هؤلاء الهولندي يوب لانج، وهو شخصية دولية معروفة في مجال مكافحة الإيدز. وعلاوة على الركاب ال154 الهولنديين، كان على متن الطائرة 43 ماليزيا (15 منهم من الطاقم) و27 أستراليا و12 إندونيسيا و9 بريطانيين و4 ألمان و5 بلجيكيين و3 فيليبينيين وكندي، بحسب الحصيلة الأخيرة التي أعلنتها الخطوط الجوية الماليزية.