تواصلت ردود فعل الشخصيات السياسية المصرية الرافضة لممارسات وجرائم نظام الأسد، خاصة إصراره على البقاء فوق رأس السلطة على أشلاء السوريين. ورأى سياسيون مصريون تحدثت إليهم «عكاظ» في اتهامات الأسد ضد دول الخليج بأنها لا تعدو أن تكون استمرارا لمسرحيته الهزلية التي دأب عليها على مدى السنوات الماضية. قال الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء المصري الأسبق، إن دول الخليج تشكل السند ومصدر الدعم الرئيسي للسوريين، خاصة أولئك الذين شردهم الأسد ونظام حكمه بسبب جرائمه الوحشية ضد هذا الشعب الشقيق. واعتبر الببلاوي أن ما صدر عن الأسد خلال خطاب التنصيب لا يعدو أن يكون استمرارا لسياسة التزوير وقلب الحقائق، ضاربا بأي قواعد إنسانية عرض الحائط ومستهينا بحركة التاريخ وإرادة الشعوب وحقها في نيل حريتها وكرامتها. وأكد الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء الأسبق، أنه لا ينكر الدور الذي لعبته وتواصله دول الخليج في غوث ضحايا نظام الحكم السوري إلا جاهل، معتبرا في ادعاءات الرئيس السوري أنها لا تعدو أن تكون قلبا للحقائق وتشويها وتزويرا، لكنه أكد بأنه لن تنطلي على أحد لأن الشعوب لديها فطنة وذكاء، ولا يمكن الاستمرار في ممارسة سياسة الخداع والكذب عليها. وقال وزير الخارجية السابق محمد العرابي، إن ما صدر عن الأسد يثير الاستغراب وبدلا من مراجعة سياساته والإقرار بما ارتكبه بحق هذا الشعب الشقيق والمغلوب على أمره، يصر على المضي بمسلسله الذي لا تبدو له نهاية في الأفق بتدمير سوريا والبقاء بالحكم حتى لو كان لآخر رجل. وأكد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير الدكتور محمد شاكر، أن الأسد ونظامه نشروا الخراب والدماء في سوريا وأعادوها عشرات السنين إلى الوراء. ودحض ادعاءات الأسد بحق دول الخليج واعتبر أن مواقفها مشرفة ودورها ناصع في دعم وسرعة إغاثة الشعوب في المحن والأزمات وهو أمر لا يمكن لأحد أن ينكره، وتجلى في سرعة إغاثة اللاجئين السوريين وعددهم بالملايين من ضحايا حكم الأسد. وقال الدكتور محمود كبيش عميد حقوق القاهرة، إن نظام الحكم السوري برئاسة الأسد هو من مارس أبشع صور الإرهاب، لافتا إلى أن لديه سجلا حافلا بالجرائم بحق شعبه يتوجب محاكمته عليها. واستغرب أن يتجرأ هذا النظام ويدعي على دول الخليج أنها الداعمة للقلاقل في بلاده، وتساءل: متى نجح الأسد في تحقيق الاستقرار طيلة أكثر من 3 سنوات منذ اندلاع الثورة ضده في مارس 2011. وتابع: من كان السند والداعم للضحايا الذين فروا من جحيمه بالملايين سوى الدول التي يتطاول عليها. وأكد محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أن سياسيات البطش والقتل والترويع التي مارسها نظام بشار الأسد شاهدها العالم بأسره، ونتيجته أن معظم الشعب السوري الآن مهجر في بلاد العالم، موضحا أن محاولة الأسد اليائسة استعطاف الرأي العام الدولي بأنه ضحية للإرهاب، وأن الخراب الذي طال بلاده ناتج عن الفوضى التي دعمتها دول الخليج، هي اتهامات عارية تماما عن الحقيقة، وافتراءات لا يقبلها عاقل بالنظر لما تلعبه إيران في سوريا وما تحيكه من مؤمرات. وشدد السادات على أن الخليج يؤمن أشد الإيمان بالمصير العربي الواحد، ومن ثم فهو يعمل على دعم الأمن والاستقرار في العالم العربي كله ماديا وسياسيا واستراتيجيا، وهذا لا يخفى على أحد، ولعل مواقف المملكة العربية السعودية ناطقة بالحق وشاهدة على دعم السعودية للبنان حتى تجازوت الحرب الأهلية، وفلسطين حتى تصمد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وفي اليمن حتى تحافظ على وحدته دون تقسيم، وكذا الحال في مصر إبان ثورة 30 يونيو. وقال تامر القاضي المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة وعضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية بمصر، إن الشباب في مصر والعالم العربي يرفضون سياسات الأسد الدموية، كما يرفضون التغطية على جرائمه بتزييف الحقائق ورمي الآخرين بالباطل، موضحا أن اتهامات الأسد للخليج بالمسؤولية عن نشر الفوضى ودعمها في بلادها، مرفوضة جملة وتفصيلا، لأنها اتهامات ليس لها سند من الواقع، بل إن الواقع يؤكد أن الأسد يحاول التغطية على جرائمه بحق الشعب السوري بإبراز أنه ضحية الإرهاب مستجديا. ويضيف القاضي: إن مواقف دول الخليج ثابتة لا تتغير من التأكيد على الوحدة العربية والمصير المشترك، وقد أكدت دول الخليج ذلك بالعمل على الأرض، فدعمت الأمن والاستقرار في الدول العربية بكل الوسائل.