لقد شكلت وسائل الاعلام العربية السعودية على مدى عدة عقود من الزمن، كيانا إعلاميا مميزا، استطاع أن يشق طريقه نحو التواصل الجماهيري، وفق مثل عليا.. تتفق وتتفاعل مع الدور العربي والاسلامي اللائق بمكانة بلد الحرمين الشريفين. إن التوجه الإعلامي اليوم - في هذه السلسلة في المقالات - نحو جوانب من عطاء القرآن الكريم - هو امتداد لنفس التوجه الاعلامي الذي وفقني الله إليه.. منذ منتصف «الستينيات» الميلادية من القرن الميلادي الماضي، عندما قدمت عبر صفحات جريدة «البلاد» السعودية، مسابقة «سؤال من القرآن» عبر الزاوية الصحفية التي كنت احررها، مع تقديم كبرى الشركات والمؤسسات السعودية لجوائز مجزية للمشاركين في المسابقة. وفي مطلع «التسعينيات» الميلادية، وعبر مجلة «الفضائية» التي أسستها ورأست تحريرها، كانت الدعوة الى تأسيس قناة للقرآن الكريم، متخصصة في علوم القرآن. وقد أولت المجلة اهتماما كبيرا بنشر كتابات العلماء في علوم الفضاء والارض.. في القرآن الكريم. وفي العدد السابع من «الفضائية» بتاريخ 13/نوفمبر/1993م نشرت الحوار الذي أجرته القاصة والاعلامية السعودية هدى الرشيد مع الدكتور شمران العجلي، حول بحثه المعنون ب«النظريات الاعلامية في القرآن» حيث أوضح رد العجلي ان «القرآن.. هو رسالة إعلامية متكاملة، فالله عز وجل عندما «يوحي» الى الانبياء والرسل، فإن مفهوم «الوحي» هو الإعلام، وهدف هذه الرسالة.. هو إيصال المعلومات التي يريدها الله عز وجل الى الناس عن طريق الرسالة، فهم الواسطة بين الله عز وجل والمرسل إليهم. والرسالة الاعلامية عامة.. هي كذلك، مرسل ينقل إلى الناس بواسطة معينة.. رسالة لها مواصفاتها الخاصة. والرسالة الاعلامية بشكل عام.. يجب ان تتصف بالصدق والوضوح والشمول والعمق. ومن هنا فإن أركان الرسالة الاعلامية موجودة في القرآن. فالخالق.. يريد من خلال القرآن.. خلق أمة جديدة.. ومجتمع جديد بما فيه من اعراف، فيخلق فيه حب التفهم.. كي يغير الإنسان محتواه الداخلي، ويرفض التغيير القسري، لأنه كما قال تعالى: (لا إكراه في الدين). لذلك يجب أن يبدأ التغيير في ذات الانسان». وغدا نلتقي إن شاء الله.